مُراسِلٌ إسsرائيليٌّ يفضَح أكاذيب الناطق العسكريّ ويُعاقَب : فشل كبير لجيش الاحتلال في لبنان..
مناشير
ماذا يجري في جنوب لبنان من الناحية العسكريّة؟ ولماذا يُمارِس الناطق العسكريّ صلاحياته الواسعة لمنع نشر الحقائق عمّا يجري في كلٍّ من لبنان وقطاع غزّة؟ فهل هناك قضايا يعمل على إخفائها بهدف منع نشر الحقائق ضمن سياسة هندسة الوعي ورفع المعنويات لدى الصهاينة؟
في هذا السياق، كشف مراسل القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ، شاي ليفي، عن فضيحةٍ للناطق العسكريّ باسم جيش الاحتلال الإسرائيليّ، الجنرال دانيال هاغاري، وتفاصيل تتعلق في (البروباغندا) التي يقوم بها لإظهار تقدم في التوغل داخل لبنان.
وقال ليفي، وهو الذي خدم سنواتٍ في الجيش، في مشاركات عبر حسابه بموقع (إكس)، إنّ هاغاري، قام باصطحاب الصحافيين الإسرائيليين، إلى المنطقة الحدودية، ودخلوا بضعة أمتار فقط إلى جنوب لبنان.
ولفت إلى أنّ الناطق باسم جيش الاحتلال، قام باستبعاده من قائمة الصحافيين الذين قام باصطحابهم، لأنّه “لا يريد سماع الأسئلة الصعبة”.
وأشار إلى أنّ الهدف من الجولة والتصوير، والذي تُركِّز على بيتٍ زعموا أنّ بداخله كمياتٍ كبيرةٍ من الأسلحة، هو “خدمة البروباغندا الإعلامية للجيش”.
وأضاف الصحافيّ، وهو من مستوطنة (نيريم) في الجنوب، التي تعرّضت في تشرين الأوّل (أكتوبر) من العام الفائت لهجوم حركة (حماس) المُباغِت، أضاف: “الدخول بضعة أمتار في لبنان، أمر لم يفاجئني، وهناك شخصية في مكتب المتحدث باسم الجيش، وتنقل ليّ المعلومات وتطلعني على ما يجري، ولذلك اتصلت بضابطة في مكتبه وأبلغتها بأمر الجولة، وطلبت أنْ أكون معهم، ومع ذلك قام هاغاري بمنعي”.
وقال إن الجيش، “لن يخبركم عن الحدث الذي اضطرت فيه مروحية أباتشي لإلقاء ذخيرتها داخل الأراضي الإسرائيليّة بسبب حدث جرى”، في إشارةٍ واضحةٍ إلى أنّ الجيش الإسرائيليّ يفرض التعتيم الكامل على ما يجري داخل الجنوب اللبنانيّ.
يُشار في هذا السياق إلى أنّ جميع المواد التي تُعَّد من قبل الصحافيين للنشر في جميع وسائل الإعلام الإسرائيليّة على مختلف مشاربها، المرئيّة، المسموعة والمكتوبة، تخضع قبل النشر للرقابة العسكريّة التي تُصادِق مُسبقًا، في حين تقوم بشطب معلوماتٍ تعتقِد أنّها تمسّ بأمن دولة الاحتلال.
وكان المُحلِّل روغل ألفر، الذي يُغرِّد خارج سرب الإجماع الصهيونيّ في دولة الاحتلال، قد انتقد وبشدّةٍ أداء المراسلين الإسرائيليين للشؤون العسكريّة، وقال في أحد مقالاته في صحيفة (هآرتس) العبريّة، إنّ القائد العام لهيئة أركان جيش الاحتلال، الجنرال هرتسي هليفي، ليس بحاجةٍ لأنْ يُستضاف في قنوات التلفزة الإسرائيليّة لأنّ مراسلي القنوات المذكورة للشؤون العسكريّة يقومون بنقل وجهة نظره على أحسن وجهٍ، ويمتنعون عن سبق الإصرار والترصّد من توجيه الانتقادات للجيش على الأداء الذي يقوم به في حرب غزّة أوْ على الجبهة الشماليّة ضدّ حزب الله اللبنانيّ، على حدّ تعبيره.
علاوة على ما ذُكِر أعلاه، تلجأ السلطات الإسرائيليّة في زمن الحرب، إلى خطة التعتيم الإعلاميّ على الأضرار، وسط رقابةٍ عسكريّةٍ صارمةٍ هدفها تقييد الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعيّ من الوصول للمعلومات.
وبين صورة من هنا لزجاجٍ مكسورٍ ومشهد من هناك لسيارةٍ متضررةٍ، ينحصر مصدر المعلومات الواردة من إسرائيل عن أضرار صواريخ حزب الله، ومنها الصواريخ الثقيلة التي أطلقها باليومين الماضيين، من مواقع التواصل الاجتماعيّ، وهي بطبيعة الحال أقل خضوعا للتقييدات.
كذلك، فإنّه لم يرد منذ بدء الحرب في غزة في أكتوبر 2023، أيّ صورةٍ عبر وسائل الإعلام لأيّ مصابٍ إسرائيليٍّ، وهذه الحال انسحبت حتى هذه الأيام مع تصعيد الوضع في جبهة الشمال في المواجهة مع حزب الله.
وقالت منظمة (مراسلون بلا حدودٍ) في بيانٍ إنّه “منذ بداية الحرب في غزة، دمَّر الجيش الإسرائيليّ بشكلٍ ممنهجٍ البنية التحتية لوسائل الإعلام وخنقت الصحافة في القطاع المحاصر، سواء من خلال استهداف الصحفيين وقتلهم، أوْ تدمير المباني الإعلامية، أوْ قطع إمدادات الإنترنت والتيار الكهربائيّ، أوْ منع الصحافة الأجنبية من دخول غزة جملة وتفصيلاً”، على حدّ تعبير البيان.
وأعربت المنظمة عن تضامنها مع الصحافيين الغزاويين، وفي الوقت عينه كرّرّت نداءاتها العاجلة إلى المجتمع الدوليّ للإسراع بتوفير الحماية اللازمة للصحافيين في قطاع غزّة.
وطبقًا للمنظمة، فإنّه خلال عامٍ واحدٍ، قَتل الجيش الإسرائيليّ أكثر من 130 صحفيًا في غزة، من بينهم 32 على الأقل تم استهدافهم أثناء قيامهم بعملهم، وفقًا للمعلومات التي توصلت إليها مراسلون بلا حدود، علمًا أنّ جلّ الصحفيين العاملين في هذا القطاع الفلسطيني المحاصر اضطروا إلى ترك منازلهم والنزوح عدة مرات منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر)، بينما “حالف الحظ” فئة قليلة منهم، حيث تمكن بعضهم من مغادرة غزة والعيش في المنفى إذ لم يعد لديهم أي منفذ للعودة، وبالموازاة مع ذلك، تُواصل السلطات الإسرائيليّة منع الصحفيين الأجانب من دخول غزة، باستثناء مراسلين معدودين على أصابع اليد، حيث لم يُسمح لهم بتغطية الأحداث الجارية إلّا إذا كانوا برفقة أفراد الجيش الإسرائيليّ وشريطة الالتزام بعددٍ من القيود، كما جاء في بيان (مراسلون بلا حدود) في الذكرى السنويّة الأولى لبدء العدوان الإسرائيليّ ضدّ قطاع غزّة.