لماذا إستغناءٌ مفاجئ عن عقد المفاوضات في روما ؟
رائد عمر – مناشير
بعدَ وقتٍ قصيرٍ من انتهاء جولة المفاوضات “غير المباشرة” بين الوفدين الأيراني والأمريكي في العاصمة العمانية مسقط , والتي استمرت لنحو ساعتين ونصف على اكثر تقدير , فوجئ الرأي العام الأيراني والأمريكي وحتى العربي “على الأقل” بإذاعة خبرٍ بثّوه الأمريكان والأيرانيون بأنّ جولة المفاوضات الثانية سوف تنعقد في العاصمة الأيطالية روما , ولم يكن مفهوماً ولا معلوماً وحتى غير مهضومٍ عن التغيير المفاجئ لمكان المفاوضات , وفسّرها البعض بأنّ خللاً ما قد حدث ربما في استضافة السلطنة لتلك المفاوضات الأولية , ولم يكن ذلك صائباً البتّة .! ممّا زاد الإبهام غموضاً او الغموض ابهاماً .! , لكنّ الدراما الأشد وربما الأعنف في الإعلام وفي أبعاد العلاقات الدولية ومداخلاتها المتشابكة , هو بعدم اكتمال يومٍ واحدٍ بساعاته ال 24 , في اعلان الإعلام الأيراني بأنّ الجولة الثانية لهذه المفاوضات “والتي ستنعقد يوم السبت القادم” , سوف يجري انعقادها ثانية في مسقط ! ودونما ايّ تعليقٍ امريكي على ذلك , مما يومئ أنّ اتفاقاً جرى بين الجانبن على هذا المكان العربي “وربما نقول ليس الإفرنجي – ولا علاقة بذلك ايضاً .!”
لم يمكن التعرّف لماذا مرّت وسائل الإعلام العالمية بسرعةٍ فائقةٍ أسرع من مرور الكرام وتجاوزته “ماراثونيّاً” على هذا التغيير المكاني – الجيوبوليتيك المفاجئ , ودونما محاولة التعرف وتشخيص اسبابه المحاطة بأسلاكٍ مدببّة من الصعاب ولا سيما في وقتٍ قصيرٍ للغاية , واذ تنعدم ادوات الجزم وتنفقد آليّة الحسم في كشف موجبات هذا التغيير , لكنّ اغلب التقديرات والتقييمات القابلة للإستيعاب النفسي والفكري معاً ومن بعض الزوايا الخاصة وليس كلّها .! فلربما او لعلّ جهاز المخابرات الإيراني قد استشعر مبكّراً ” ولأغراضٍ واهدافٍ وقائيةٍ تتعلق بخصوصية الأمن القومي ” بأنّ مقر اقامة الوفد الأيراني في روما – سواءً في احدى فنادق 5 نجوم او احدى مقرات الضيافة الخاصة – فقد يغدو او يكون مليء اومغطّى بأجهزة التنصّت السريّة الخاصة , لمحاولة معرفة ما يدور بين اعضاء الوفد , ولا يُستثنى من ذلك القاعة او الغرفة المخصصة للوفد الأيراني في مقر الأجتماعات اذا ما ايضا ستكون غير مباشرة , وبالصدد هذا تحديداً فيتوجّب الإشارة “المركّزة والمكثّفة” الى أنّ مثل هذه الأجتماعات الرفيعة المستوى بين وفدين “متضادين” من دول مختلفة مع بعضها – وحتى غير مختلفة – “فمن التقاليد والأعراف” والسُنَنْ الدبلوماسية – الإستخبارية المشتركة , أن يكون بين اعضاء كلا الوفدين مِنْ رجال المخابرات لكلتا الدولتين المعنيّتين , وبمعيّتهم اجهزة خاصة لكشف اية اجهزة تنصّت او كاميراتٍ صغيرة الحجم “ميكرو” مزروعة ومنصوبة بالعناية الفائقة , وهذا أمر اضحى وامسى من المُسلّمات “غير المُسلِمات !” , لكن ما يدفع ويجرّ لتصورات وحسابات المخابرات الأيرانية ومدياتها المجهولة .!” وسيّما افتراضا في هذا العرض غير المعروض مسبقاً , فإنّ تقنيّة المخابرات الأمريكية العالية المستوى الرفيع والعريض “وحتى بتدخّلٍ او عدمه من السيد ايلون ماسك !” فإنها بلا شكّ ولا أيّ ريب , فهي تفوق وتتفوّق تقنياً وسواه على مستوى الأداء المخابراتي الأيراني في هذه الزاوية “المحددة” , إنّما ولكنّما بالعودة الى الجوهر , فالرؤى والرؤية الأيرانية الدقيقة ستراتيجياً اونحوه .! فهي على قناعةٍ تامّة بأنّ السلطنة وبحيادها عبر السنين , فإنها لا تسمح بتلويث سمعتها الوطنية والقومية بزرع ونصب ميكروفونات وكاميرات تجّسس مهما كان حجمها مّما لا يُرى بالأجهزة والعين غير المجرّدة .!