قصف اليمن تمهيداً لسيطرة امريكا على الممرات المائية.. فما موقف الصين منها…؟
اسامة القادري – مناشير
مع دخول الحرب الامريكية الاسرائيلية على غزة يومها المئة، وارتفاع حصيلة عدد الشهداء والمصابين والمفقودين الى اكثر من مئة الف، وقطع طرق المساعدات الانسانية عن الناس، توسعت دائرة الصراع اتجاه اليمن بعدما قامت القوات المسلحة اليمنية جماعة انصار الله الحوثي على استهداف سفن الشحن في البحر الاحمر المتجهة الى اسرائيل احتجاجا على الحرب على غزة واقفال ابواب المساعدات الانسانية على الغزاويين، سريعا تحركت الولايات المتحدة الامريكية وقامت بقصف اليمن، بغية وضع يدها على الممرات المائية بالتحالف مع بريطانيا وعدد من الدول الاوروبية ودولة البحرين، لتأخذ من حجة قصف اليمن شرعية بسط سلطتها على الممرات المائية لابتزاز الدول الاوروبية والعربية والصين من خلال هذه المضائق. ومن الطبيعي ان ابرز المتضررين من هذه الاشكالية هي دول المنطقة وجمهورية الصين لكون8 ممرا اساسيا ويربط بين الشرقين الادنى والاوسط وكذلك اوروبا. فكانت كبيرة انعكاساتها السلبية الاقتصادية والسياسية على الملاحة التجارية في العالم. بهدف امساك امريكا بغالبية المضائق والممرات البحرية بحجة توفير الامن لها.
هكذا توسعت بقعة الحرب بعد فشل مساعي وقف اطلاق النار في غزة وتعنت الامريكي في تبني الحرب وتغطية المجازر بحق المدنيين.
ومن خلال رصد تصريحات الدول ذات الشأن الكبير في مثل هذه الملفات في المنطقة، قال المندوب الصيني في الأمم المتحدة السفير تشانغ جون ان التوتر في البحر الأحمر أحد مظاهر أثار الصراع في غزة، ومجلس الأمن لم يفوض أي دولة باستخدام القوة تجاه اليمن، ولا يجوز لأي دولة إساءة تفسير واستخدام قرار مجلس الأمن وإثارة التوتر الجديد في مياه البحر الأحمر.
وتعليقاً على القصف الامريكي لليمن، وعلى الموقف الصيني، قال رئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات والتنمية، الاستشاري والخبير المتخصص في السياسات الصينية لشؤون الشرق الاوسط وائل خليل ياسين : ان الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة باتت تنذر بتوسع الصراع ليشمل جبهات عدة والتوتر في البحر الاحمر يشكل تهديد خطير وجاد على السلم الدولي وان الولايات المتحدة الاميركية تستخدمه كأداة لفرض وتعزيز هيمنتها وسطوتها على دول المنطقة واستخدامها للقوة تجاه اليمن دون تفويض من مجلس الامن يعد اعتداء سافر ليس على اليمن فحسب بل على الشرعية الدولية ويؤكد ان الولايات المتحدة الاميركية تسعى الى تعزيز التوتر في البحر الاحمر وذلك لعدة اهداف .
واضاف ياسين من الاهداف على سبيل المثال لا الحصر :
١- استخدام ما يحصل من توتر في البحر الاحمر كحجة لانشاء قواعد عسكرية اميركية وغربية في البحر الاحمر بهدف الضغط على دول المنطقة ومحاصرتها لتعزيز فرض سياستها عليها ومنع تحررها من الهيمنة الغربية .
٢- العمل على انشاء حلف عسكري جديد على غرار حلف الناتو يسيطر على الممرات المائية العالميه بحجة حمايتها وتأمينها وستستخدم الولايات المتحدة الاميركية هذا الحلف لضرب اي طرف دولي يعارض الاحادية الاميركية عبر محاصرته واقفال الممرات المائية في وجهه.
٣- تعزيز رفع اسعار الشحن البحري ما يزيد من كلفة نقل البضائع ما يساهم في تعزيز امكانية منافسة البضائع الغربية للبضائع الصينية اضف الى ذلك زيادة كلفة البترول والغاز الخليجي ، ما يدفع بالدول الاوروبية الى شراء الغاز والبترول الاميركي ما يساهم في دعم الاقتصاد الاميركي وينقذ الولايات المتحدة من الازمات الاقتصادية الراهنة والمستقبلية .
وختم ياسين ، ان الولايات المتحدة الاميركية تغذي النزاعات الدولية اينما كان لعدة اهداف واهمها الاقتصادية منها قطع امدادات الغاز الروسي لضرب الاقتصاد الروسي واستبداله بالغاز الاميركي اضافة الى رفع كلفة نقل البترول العربي بهدف اضعاف العرب واستبداله بالبترول الاميركي ، عدا عن استنزاف الولايات المتحدة لطاقات الامم ومنع نهضتها ووضع العالم في حالة عدم الاستقرار لكي يتسنى لها الحفاظ على هيمنتها ونهبها لمقدرات الشعوب وخيراتها ، ولكن في المقابل تلعب الصين دور الاطفائي وتسعى الى تعزيز الاستقرار ودعم مفهوم السلم والتنمية والسعي مع العديد من الدول ومنها دول البريكس ودول الشرق الاوسط وافريقيا واميركا الجنوبية الى تغيير الواقع الدولي وانهاء الاحادية الاميركية وتعزيز النظام الدولي وفق مبدء التعددية وسيادة القانون بعيداً عن الاستنسابية ازدواجية المعايير .
وتأكيدا على ما قاله ياسين لجهة ما ينتج عن التوتر في البحر الاحمر ومن خلال رصد الاوضاع والتحليلات الدولية، تؤشر المعطيات ان شحنات النفط والوقود التي تمر عبر البحر الأحمر، الى مزيد من تفاقم التراجع بشكل ملحوظ وذلك نتيجة المخاطر المرتبطة برد الحوثيين خاصة بعد الغارات التي قادتها الولايات المتحدة على قواعدهم في اليمن،
حيث كان العدد الإجمالي لناقلات المنتجات النفطية المُكررة المارة عبر مضيق باب المندب، الذي يقع عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر، قد انخفض بنسبة 47% خلال الأسبوع المنتهي في 7 يناير، مقارنة بالشهر السابق، وفقاً للبيانات الصادرة عن شركة “فورتكسا”.