فتنة تلوح في أفق لبنان… وتحذير من “وهم القوة” بعد الحرب!
مناشير
حذر وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو من حرب أهلية “وشيكة” في لبنان، وهو تحذير خطير وغير مسبوق، يتزامن مع واحدة من أكثر المراحل دقة التي تعيشها البلاد في العقود الأخيرة إثر الحرب الإسرائيلية. فهل بتنا حقاً أمام اشتعال فتنة، لا سيما مع حركة لافتة من مؤسسات وشخصيات تعمل على التحريض ضد النازحين في كثير من المناطق؟
يربط الكاتب والمحلل السياسي سركيس بوزيد في حديث إلى “ليبانون ديبايت”، الواقع اللبناني بما طرحه “رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو” من فكرة أساسية حول تغيير موازين القوى الأساسية في المنطقة، إضافة إلى رسم خرائط جديدة لها، مما دفع بعض الأطراف في لبنان إلى الشعور إلى حد ما بوهم القوة. ووفق التطورات الميدانية، يتصرف كل طرف وكأنه هو الرابح، مما يدفعه إلى رفع سقف مطالبه، وبالتالي سيؤدي ذلك إلى صدام أو خلاف أو فوضى أو فتنة.
ولا يستبعد هذا السيناريو طالما أنه لا وجود لدولة متماسكة، والقوى السياسية منقسمة، لا بل إن الخلافات أصبحت ضمن المتحالفين فيما بينهم، مما يفقد احتمال قيام مجتمع موحد، وبالتالي وحدة وطنية حقيقية من أجل تجاوز كافة العقبات والمشاكل.
وانطلاقاً من ذلك، يتخوف من الذهاب باتجاه فتنة في حال غابت القيادات السياسية الحكيمة، وعملت على تفادي هذا الموضوع من خلال التفاهم فيما بينها لمواجهة التحديات القادمة، إن كانت إقليمية أو دولية أو داخلية. لكنه يأسف لأن تفاهماً كهذا غير موجود في هذا الوقت الحرج.
ويشير إلى المحاولات الإسرائيلية المشبوهة في تكبير حجر الخلافات بين المكونات اللبنانية من خلال قصف أي منطقة لبنانية، لمنع تماسك النسيج الوطني في الظروف الصعبة الحالية، والهدف من وراء ذلك هو خلق فوضى داخلية ومشاكل اجتماعية واقتصادية، وإيجاد شرخ بين المقاومة وبيئتها من جهة، وبين النازحين والسكان الأصليين في مناطق النزوح، مما يولد مشاكل داخلية.
ويبدي خوفه من تفاقم الأزمة مع بداية الشتاء، حين لا يتمكن النازح من العودة إلى بلدته أو مدينته، فماذا سيفعل حينها؟ كما أن اللاجئين السوريين يشكلون ضغطاً على الواقع الاجتماعي الصعب، فكل هذه العوامل، برأيه، تشكل حافزاً للخوف من الفوضى والفتنة.
ويعبر عن خوفه من “الرهانات المبالغ فيها عند اللبنانيين، والتي قد تؤدي إلى فوضى فيما بينهم”.
وإذ يعترف أن نتائج المعركة ووضع العدو أيضاً ستلعب دوراً في المرحلة المقبلة على صعيد الوضع الداخلي، فإنه يشير إلى أن الأمر متعلق بكيفية تصرف كل فريق مع الفريق الآخر، فإذا تصرف بعدائية وفائض قوة وحقد، من المؤكد ستبدأ الإشكالات الداخلية.
وفي مطلب احترازي، يرى أن المطلوب اليوم وقبل أن تذهب الأمور إلى أبعد من ذلك، عقد قمة سياسية على غرار القمة الروحية للتفاهم على الحد الأدنى لمواجهة كل هذه التحديات. ويحذر في هذا الإطار من احتمال أن تأتي التسوية في المنطقة في مرحلة لاحقة على حساب لبنان، لأن الاحتمال عندها أن تكون جائزة ترضية لأحد ما. ولذلك ينبه مما ستحمله الأيام للمنطقة، لأنه في حال حصلت تفاهمات إقليمية، سندفع الثمن إذا لم نكن موحدين