“غزوة البعث”.. استياء مستقبلي : “تحدي في الوقت الضائع وغرف من صحن مراد..!”
“غزوة البعث”.. استياء مستقبلي : “تحدي في الوقت الضائع وغرف من صحن مراد..!”
اسامة القادري – مناشير
شكل المهرجان المركزي الحاشد الذي نظّمه حزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان، في منطقة الخيارة البقاع الغربي، في الذكرى الـ77 لتأسيسه، نقطة تحوّل في المشهد العام ورسم صورة “مبهمة” للمرحلة المقبلة، على الصعيدين السياسي والشعبي، خاصة انه حصل في سهل البقاع “الخزان الجماهيري” لتيار المستقبل الذي ارتكز منذ 2005 على خطاب مناهضة النظام السوري، وفي الخيارة التي تعد “عرين” حزب الاتحاد الذي يرأسه النائب حسن مراد.
فثمة من شبه المهرجان بـ”غزوة البعث”، وذلك لكثافة الحضور القادمين من مختلف المناطق اللبنانية، توزعوا بين البقاع الشمالي والغربي والاوسط وعكار ووادي خالد وبيروت والجنوب، لا شك انه أحدث حراكاً سياسياً لم تألفه المنطقة منذ زمن بعيد، وقفز فوق التباين السياسي القائم بين فريقي تيار المستقبل ومراد الذي ترجم بكثير من المحطات الانتخابية والتنافسية الى حين تعليق الرئيس سعد الحريري عمله السياسي. منذ نحو سنتين ونصف، حيث عجز اي من اللاعبين السياسيين خاصة النواب حسن مراد او ياسين ياسين او بلال الحشيمي في الغربي والاوسط من شد “لحاف” شارع المستقبل نحوه، لسد الفراغ الذي أحدثه غياب التيار”الازرق”.
فعلاً مر يوم أول من أمس بسلاسة دون “ضربة كف” رغم ان عشرات الحافلات والسيارات القادمة من البقاع الشمالي ومن الشمال ووادي خالد وبيروت والجنوب المزودة بصور الرئيس السوري بشار الاسد وبأعلام سورية ورايات حزب البعث، والتي كانت قبل اشهر او ربما قبل المصالحة السعودية الايرانية تشكل استفزازاًٍ بل كانت من المحرمات عبور هكذا مواكب في القرى “ذات الغالبية السنية” دون تسجيل اي اشكالية، إنما لم يمر هذا الحدث في جلسات الصالونات البقاعية مرور الكرام، بل تحوّل الى حديث الساعة، وتفسير كل كلمة قالها الامين العام علي حجازي في المهرجان. والتدقيق بالأعداد وبمواكب السيارات والتشكيك بنوعية المشاركين.
“كأن حزب البعث الذي يرأسه حجازي ليس حزباً لبنانياً بل سورياً بإمتياز من خلال رفع الأعلام السورية وصور الرئيس السوري والاغاني السورية، وكلام حجازي الذي استهله بكلمة.. فاجأناكم مو.. وان عدتم عدنا”، فسره كثيرون انه تحدي في الوقت الضائع
لم يخف مستقبليون استيائهم من اسلوب حجازي وتحديه لهم ولباقي القوى، بعضهم اعتبر ان رفع صور الرئيس السوري بشار الاسد تحدي، و”كأن حزب البعث الذي يرأسه حجازي ليس حزباً لبنانياً بل سورياً بإمتياز من خلال رفع الأعلام السورية وصور الرئيس السوري والاغاني السورية، وكلام حجازي الذي استهله بكلمة.. فاجأناكم مو.. وان عدتم عدنا”، فسره كثيرون انه تحدي في الوقت الضائع، ليضيف “الساحة تتسع للجميع والخطاب الفوقي انتهى، والديمقراطية لا تقوم بالتحدي والغاء الاخر”، بحسب احد المستقبليين، ويقول قيادي سابق في تيار المستقبل ان مهرجان البعث في سهل البقاع موجه الى “المستقبل في عقر داره، يظنون انهم يصادرون محبة التيار وسعد الحريري من قلوب الناس، فاكثر ما يمكن ان يفعلوه هو ان يحطوا اسم ويشيلوا اسم لمناصرينا عند الحدود ظنا انهم يكسبون ثقة الناس، لا يمكن ان يكون اي فريق ثقة من التخويف والتخوين”.
وسأل اخرون من قصد بكلمته “نحن بنحاصر ما بنتحاصر”، ؟ ليردف معتبراً أن المتضرر الأكبر من وجود البعث وتوسعه في الغربي هو حزب الاتحاد، لأنه يغرف من صحن مراد، انطلاقاً من اعتباره أن غالبية البقاعيين الذين شاركوا في المهرجان محسوبين على مراد وعلى سرايا المقاومة، “في وقت ان مراد نفسه رغم الاوضاع الصعبة التي مر بها البقاعيون ورغم امكاناته الضخمة عجز من سد فراغ المستقبل الغائب عن الساحة السياسية، لا يمكن لـ”البعث” ان يملأهُ”، واضاف ترجم الحضور الشعبي لـ”الازرق” في البقاع الذي لم يتأثر بكل المتغيرات مشاركة الالاف من مناصريه ومحازبيه في ذكرى 14 شباط.
ومن هذا المنطلق يقول متابعون ان هذا المهرجان في “تفسيره” السياسي انه كسر حدة الموقف “السني” الشعبي، لأن “التعويل” الانتخابي عليه لا يخدم مصلحة الحزب بل يحدث شرخاً مع مراد وبالتالي يكون لعباً سياسياً في الوقت الضائع.
فيما قال مصدر بعثي مقرب من حجازي، “يخطئ من يعتبر المهرجان تحدي لـ”المستقبل”، وقال “الحزب تاريخياً حاضر في المنطقة، وكان يفترض ان يتم تكريم قدامى الحزب خلال هذا المهرجان، انما اجلت لاحتفال آخر”، وتابع المصدر “الرفيق علي زار البقاعين الغربي والاوسط ومنطقة راشيا دار دار وبلدة بلدة على مدار اسابيع تحضيراً لهذا المهرجان، ولاستنهاض البعثيين القدامى، من خلال زيارات مكوكية لم تستثن أحداً، لأنه حزب شعبي تاريخي وليس مستجد في القرى والبلدات البقاعية، وكان هدف الرفيق حجازي اخراج الحزب من حالة الترهل والقوقعة الى حالة التحوّل والاستنهاض، وتابع “نحن لم نحضر الى البقاع لتحدي احداً، العام الفائت كان المهرجان في بعلبك، واليوم في الغربي والقادم في عكار، مرحلة العداء مع المستقبل انتهت والتقارب الخليجي السوري، يمهد لمرحلة جديدة في لبنان بفتح جميع قنوات التواصل مع غالبية القوى وخاصة المستقبل”.