حديثٌ تابوتيّ .! – رائد عمر
حديثٌ تابوتيّ .! – رائد عمر
رائد عمر – العراق / مناشير
على الرغم من تصوّراتي المسبقة واعتقادي وتقديراتي “نصف المتواضعة” لغويّاً، بأنّ مفردة ( تابوت ) والمستخدمة دوماً او عموماً بصيغة ” الأسم – Noun “، وانها على ما يبدو غير قابلة ” مأذونة ! ” لإشتقاقاتٍ لغويةٍ اخرى، كما وردَ في العنوان الخطأ اعلاه، كتجييرها او توظيفها (كصفة – Adjective) لغوياً او قواعديّاً، لكنّه بالرغم من متطلّباتٍ ما “لِلُّتَيّا والتي”، فَنَجُرُّ انفسنا جرّاً من مقدّمة هذا اللّغو اللغوي – القواعدي وصولاً الى قلب او كبد الموضوعِ الذي يجري ايلاجه ربما قسراً داخل شاشة الشبكة العنكبوتية، فنقول : –
كُلّنا وربما معظمنا قد شاهدوا عبرَ فيديوهاتٍ وثائقيةٍ مباشرة بما تنقله الفضائيات المعتبرة، وحتي في افلامٍ سينمائيةٍ تنقلُ احداثاً او لَقَطاتٍ حقيقيةٍ لمواكب تشييع ودفن موتى “مهما كانت منزلتهتم الأجتماعية مرتفعة او اقلّ من ذلك بقليلٍ “، فالملاحظ حينها او آنذاك أنّ تابوت البعض من هؤلاء السادة او السيدات الموتى يكون مصنوعاً من الخشب “الصاج” والمُزيّن ببعض الديكور من لون الخشب و”مسكات” حمل التابوت، لكنّ الأهم من كلّ ذلك أن يجري إنزال تابوت السيد الميّت “شبه المرصّع ” كما هو الى داخل القبر , ودونما إخلاء هذا التابوت ! وإنزال صاحبه بكفنه الى عمق القبر، ومن ثَمّ إرجاعٍ مفترض للتابوت الخشبي الى حيث “مكان اقتنائه او تأجيره”، وهذا ما لايحدث في الكثيرِ الكثيرْ من مجتمعات دول الغرب، ولا يعني ذلك سوى المزيد الإعتباري والعاطفي والسيكولوجي لمن يفارقون الحياة.
لكنّه الى ذلك، وبما متّصل بمجتمعاتنا العربية او الإسلامية ” تحديداً او بنحوه ” وربما بمجتمعاتٍ شرقيةٍ أخرى، فإلامَ وعلامّ تكونُ توابيت الموتى مصنوعةً من أردأ وأرخص انواع الخشب ( والتي يُعاد إرجاعها من مكان تأجيرها ) بعد تفريغها او انزال السيد الميت الى القبر بكفنه الأبيض ” تحديداً ودون ايّ لونٍ آخر ! ” الملفوف به، فإذا ما كان الأمر مرتبطاً بسعر التابوت الخشبي الخفيف ومن ارخص انواع الخشب، فلماذا لا يغدو صنع او تصنيع مثل هذه التوابيت من مادة المطّاط او البلاستيك المضغوط ” المُعاد – الذي يعني اعادة استخدامه لأكثر من مرّة وربما من مرّات”، طالما تغدو الحسابات الماليّة الرخيصة، تسترخص درجات الإعتزاز الفائق بمنٍ يُفارقنا ويفارق الحياة، لعلّها او اكثر من ازدواجية العقل الشرقي في احدى زوياها البارزة .!