بين “زنود مفتولة وعقول مشلولة”…هيدا مش لبنان
بين “زنود مفتولة وعقول مشلولة”…هيدا مش لبنان
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب “جزء 6
نقولا أبو فيصل / مناشير
إنّ توصيف الزنود بالمفتولة والعقول بالمشلولة في لبنان تُعبّران عن التناقض بين القوة الجسدية وضعف العقل والفكر , كما تعبّر عن الفارق بين القوة الظاهرة والقوة الحقيقية المتأتية من العقل. وعلى الصعيد الفردي يمكن للشخص أن يكون قوياً جسديًا ولكنه يمكن أن يفتقر الى الذكاء والحكمة والقدرة على التفكير ، من هنا وجوب وجود توازن بين القوة والذكاء ، كما يمكن أن نرى فوارق بين القوة الظاهرة والضعف الحقيقي، ويمكن أن يكون الشخص قويًا من الخارج وضعيفاً من الداخل،كما يمكن للقوة أن تنبعث من العقل والتفكير الذكي وليس من الجسد ،ويمكن أن تتلاقى القوة الجسدية مع الضعف العقلي وتتلاقى القوة العقلية مع الضعف الجسدي.
وفيما يتعلق بالسياسة اللبنانية يمكن أن تتمثل “الزنود المفتولة” بالقوة العسكرية الموجودة في لبنان من جيش وقوى أمنية شرعية ، بينما يتم استعمال توصيف “عقول مشلولة” للاشارة إلى الضعف في الحكم والعجز في إتخاذ القرارات الصائبة والفشل في التوصل إلى حلول مستدامة وتحقيق الاستقرار السياسي.وفي الجانب الاقتصادي فأن التحديات الاقتصادية التي واجهتها الحكومات اللبنانية جعلتها عاجزة عن التصرف بشكل فعال لمواجهة الأزمات وتحسين أوضاع المواطنين. وفي الثقافة والتعليم نجد فجوة هائلة بين المثقفين وأهل التربية في لبنان من جهة ، وبين البرامج المدرسية والحاجة إلى تطويرها من جهة أخرى لتحقيق التقدم بعد النكبات المتلاحقة التي تسببت بازدياد إنغلاق بعض القلوب والعقول على القيم والمبادئ الأخلاقية في ظل الصراعات والتحديات التي شهدها ولا يزال المجتمع اللبناني.
وفي لبنان فأن “قصة ابريق الزيت” بات يعرفها الجميع بسبب تعاظم نفوذ القوى المتناحرة وافتقار قياداتها إلى الحكم الرشيد والاستراتيجيات الفعّالة ، وبالطبع أعني هنا من تولى سلطة او لا يزال فيها ! ومن شعارات “لا تشبع ولا تغني”تتغنى بالاصلاح تارة والنهضة تارة اخرى ، وصولاً الى تحديات بيئية لا يستهان بها وبنية تحتية مهترئة تحصد سنوياً مئات الخسائر عند هطول الامطار ، الى ارتفاع كبير في عدد ضحايا حوادث السير على طرقات لبنان وهنا نسأل أصحاب “الزنود المفتولة” اين هدرت الاموال مع عهود رجال دولة من أصحاب “العقول المشلولة”وأين الدراسات والجهود المبذولة في بناء البنى التحتية، في حين نرى تمادياً في الكذب على المواطنين ، والمزيد من الإهمال وفقدان التخطيط .! نعم هيدا مش لبنان ! وكلنا ننتظر القيامة الحقيقية لهذا الوطن تزامناً مع ذكرى قيامة السيد المسيح .