بعد اغتيال العاروري الرد بين كسر “قواعد الاشتباك” وعدم توازن القوى..!
اسامة القادري – مناشير
لا شك أن تنفيذ إسرائيل لعملية اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي في حركة “حماس” صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت، كان له ثقل كبير على الساحة اللبنانية لما تحمل هذه العملية من تداعيات ومخاوف من امتداد شرارة الحرب الى لبنان، وسط امعان الجنون الاسرائيلي المتطرف وتغوله في ارتكاب المجازر لتعويض خسارته في حربه على غزة ولعدم تحقيقه انجازات يقدمها الى الداخل الاسرائيلي، فسجلت هذه العملية تطوراً غير مسبوق في سياق حرب غزة، وتحدياً اسرائيلياً وتمادياً الى خارج ”قواعد الاشتباك” المرسومة، ما أدّى الى مقتل العاروري والقائدَين في “كتائب القسام” الجناح العسكري للحركة سمير فندي «أبو عامر»، وعزام الأقرع «أبو عمار»، إضافة الى أعضاء في الحركة هم أحمد حمّود ومحمود شاهين (لبناني) ومحمد الريّس ومحمد بشاشة. وجرح 5 أشخاص. فهذه العملية تركت عدد من الرسائل لحزب الله، اولاً أن المنطقة التي استهدفت العاروري خاضعة امنياً للحزب، لتقول له انه اصبح مكشوفاً في عقر داره، والثانية محاولة الايهام ان حكومة الحرب الاسرائيلية تمسك بزمام القرار اي يكن حرباً او لا حرب للاستثمار السياسي فيه بالداخل الاسرائيلي.
فلا شك ان هذه العملية تعني في بعدها التكتيكي انكشاف أمني صريح ليس لـ”حماس” بقدر ما هو للمقاومة الاسلامية في بيروت، وما قد يتبع هذه العملية من مخاوف امتداد نيران “الاشتباك” من المناوشات الى إعلان الحرب بحال رد حزب الله على التمادي الإسرائيلي وخروقاته للقرار الٱممي 1701. وما رفع من منسوب المخاوف اعلان عدد من سفارات الدول الغربية والعربية دعوة رعاياهم لمغادرة لبنان على وجه السرعة.
ففي الشكل الميداني لا تعدّ عملية الاغتيال هذه هي الاولى خلال حرب غزة، فكان سبقها بأيام قليلة حادثة اغتيال القيادي الكبير، والأقدم في “الحرس الثوري” الإيراني، رضي موسوي، وشكلت ضربة كبيرة بالنسبة لطهران وفق مراقبين، فلاذت ايران في الصمت واكتفت بإحتفاظها بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين كما العديد من عمليات الاغتيال لقياديين من حزب الله والحرس الثوري الإيراني في سوريا عدا عن استهداف مواقع ومقرات عسكرية لهما.
مصدر مقرب من الحزب: “سنرد على الخرق الاسرائيلي في اغتيال العاروري في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت” ، وتابع “الحرب وفق قواعد الاشتباك التي يخوضها الحزب على الجبهة الجنوبية هي فعلياً من اصعب الحروب عسكرياً، لأن المقاومة استهدفت جميع مواقع العدو الحدودية الأمامية، لذلك يخسر الحزب عدد من مقاتليه لٱنهم يخوضون معاركهم في منطقة حدودية مكشوفة، اما بحال كسر قواعد الاشتباك وتوسع الدائرة ستتغير الألية والأسلوب كلياً، لأن المواجهة لن تكون من مناطق مفتوحة انما سيتم نقلها الى الداخل الاسرائيلي”
وهنا يكون، عدم الرد له ما له وعليه ما عليه في ميزان صراع النفوذ بين ايران واسرائيل وتركيب المصالح الاقليمية وتغليبها وفق اجندة توزيع الأدوار بما يتناسب المايسترو الامريكي.
ولأن حزب الله مرتبط ارتباط وثيق بطهران يجعله ملزم التقيد بـ”قواعد الاشتباك” وعدم الرد إلا من خلال ضوء أخضر ايراني، باعتبار ان المستهدف من حماس، وبالتالي، الرد يأتي من حماس في الداخل الفلسطيني. وبحسب مصدر مقرب من الحزب أكد ان الحزب رغم ارتباطه بإيران الا ان لديه الحرية والإستقلالية في تقديراته للواقع اللبناني والميداني.سنرد على الخرق الاسرائيلي في اغتيال العاروري في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت”، وتابع المصدر ” الحرب وفق قواعد الاشتباك التي يخوضها الحزب على الجبهة الجنوبية هي فعلياً من اصعب الحروب عسكرياً، لان المقاومة استهدفت جميع مواقع العدو الحدودية الامامية، لذلك يخسر الحزب عدد من مقاتليه لٱنهم يخوضون معاركهم في منطقة حدودية مكشوفة، اما بحال كسر قواعد الاشتباك وتوسع الدائرة ستتغير الالية والأسلوب كلياً، لأن المواجهة لن تكون من مناطق مفتوحة انما سيتم نقلها الى الداخل الاسرائيلي الى ما بعد اصبع الجليل وتل أبيب. وبالتالي دخلنا المعركة في الجبهة الجنوبية نصرة لغزة، ومع ذلك ثبتنا معادلة الردع وقواعد الاشتباك، ولدينا اليوم كامل الفرصة لتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.
ومن خلال قراءة لبيان حزب الله ولكلمتي أمين عامه السيد حسن نصرالله ترك الحزب الأمور مفتوحة لتقديرات المرحلة، وربطها بالوضع الداخلي اللبناني من دون تخطي قواعد الإشتباك المرسومة، ربطاً بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة.
العزي
وفي هذا الإطار قال المحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية الدكتور خالد العزي، في القراءة بدى واضحاً ان حزب الله لا يملك قرار الحرب والسلم انما ايران هي من تملك هذا القرار. وبالتالي هذا الرد مضبوط، وهي غير معنيه بتفجير الحالة على الساحه اللبنانيه لان الدخول في حرب يعني ستشمل سوريا وايران والعراق، هذا من جهة ومن جهة ثانية ان بنيامين نتنياهو معني بدفع الحزب للدخول في معركه لانه يعتبر العمليات النوعيه التي سينفذها بمناطق معينه ستكون دافعة له من خلال دخوله بالحرب مع لبنان.
العزي “توسع دائرة الحرب لا يتناسب مع ايران، لانها لن يكون باستطاعتها الرد لسببين، الاول لا تريد خسارة اي جبهة وتغيير الواقع فيها، وفي بنفس الوقت هي تطرح اعلى الشروط للحصول على ادنى المطالب في التفاوض مع الولايات المتحدة”
توسع دائرة الحرب لا يتناسب مع ايران، لانها لن يكون باستطاعتها الرد لسببين، الاول انه هي لا تريد خسارة اي جبهة وتغيير الواقع فيها، وفي بنفس الوقت هي تطرح اعلى الشروط للحصول على ادنى المطالب في التفاوض مع الولايات المتحدة، وبالتالي تحاول القول من خلال تحريك اذرعتها ان بالإمكان التخلي عنها، بحال شعرت انها تتعرض لخطر تبتعد وتنتهج نهجاً مختلفاً براغماتياً، لذا تحاول ان لا تدخل في حرب تخسرّها كل الاوراق الممسكة بها، فايران ترفع اوراق وتخفض اوراق حسب مصالحها، ويرى ان رفع سقف التهديد هو بمثابة ابتزاز امريكا بضرب اسرائيل.
وتابع العزي اذا اخذنا عمليات الاغتيالات لقيادات تدور في الفلك الايراني، هناك شخصيات اغتيلت أهم من العاروري بالنسبة لطهران، فلم يكن الرد على قدر اهمية الاغتيال، وبالتالي العاروري هو محسوب على تنظيم فلسطيني في ضيافه لبنان، كما ان الحزب يومياً ينعي شهداء له تسقط في الجبهه الجنوبية، وهذا يعني فعلياً انه في حالة حرب.
وأضاف “هناك تقاطع مصالح، وتقاطع مخابرات، فحماس مثلاً اغتيلت لها قيادات كثيرة ولم تسطع الرد او بالاحرى لم يكن ردها موازي، ايضاً ايران اغتالت لها اسرائيل علماء ذره وقيادات في الحرس الثوري قتلتهم في قلب ايران وفي سوريا، وايران لم ترد .
وبالتالي ايران تلتزم الصمت ولا تتهور لانها تعتبر بحال دخلت بحرب لا تجدي سوى تسجيل الخسائر لان بحساباتها العسكرية التكنولوجيا الاسرائيلية متطورة اكثر من التكنولوجيا الايرانية، هذا ما يجعل ايران غير قادرة على الرد لعدم التوازن في القوى وخاصه ان الولايات المتحدة هي موجوده في قلب هذه المعركه وهي تستطيع ان تدير دفة الشراع كيفما تريد.
لذلك ايران تواجه اسرائيل من خلال الاذرع في لبنان واليمن وغزة، وختم ” انا اعتقد ان الرد سيكون سقفه مضبوط، وفق قاعدة هذا حمساوي، كمان ان اسرائيل قطعت الطريق فقالت ان اغتيال العاروري ليس له اي صله بتفجير المعركه مع حزب الله، وتفجير كرمان هو رساله ايضا لا نعرف من يتبنى هذه الحادثة”.