العلامة الفوعاني : ومن فلسفة شهر رمضان المبارك التوادد والتآصر لا التنحار ليكون القوي في خدمة الضعيف
مناشير
صدر بيان مكتب سماحة العلامة الفوعاني بمناسبة شهر رمضان المبارك لعام ١٤٤٥ هجري
بسم الله الرحمن الرحيم
*(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ.)*
صدق الله العلي العظيم
بداية نتوجه الى الأمة الاسلامية جمعاء والى شركائنا بالإنسانية بالتهنئة والتبريك بمناسبة شهر رمضان المبارك الذي جعل الله تعالى له فلسفة خاصة تفيد العباد.
فمن فلسفة شهر رمضان تعلم الصبر والتأقلم والتكيف مع الحالات الطارئة على الحياة اليومية العادية بحيث يكون الانسان معتادا على نظام غذائي معين فيغيره من اجل هدف أسمى ليصل الى نتيجة أفضل منها صحة الجسد مثلا.
ومن فلسفة شهر رمضان المبارك امتحان الذات الانسانية التي بشقيها الشهواني والروحاني ليخضعها صاحبها لاختبار يحدد من خلال مدى وعلامة انسانيته المتغلبة على شهوته الحيوانية الغريزية ومن هنا يحصل على تقييم ذاتي له وبأي درجة هو.
ومن فلسفة شهر رمضان المبارك التوادد والتآصر لا التنحار ليكون القوي في خدمة الضعيف حيث يعوده هذا الشهر المبارك على الاستقامة الفعلية الدائمة في القول والعمل فيرسخ عنده خصالا حميدة لطالما احتاج اليها المجتمع الإنساني ككل مثال الرحمة والطمأنينة والسكينة بالسلوك الشخصي المنعكس على السلوك الجمعي.
ومن فلسفة شهر رمضان المبارك انه يقوي علاقة الانسان بالطاقة النورانية الايجابية الطاردة للطاقة السلبية المظلمة والتي بدورها تجلب المصائب والويلات للفرد والمجمتع الانساني.
ومن فلسفة شهر رمضان المبارك ان يخلو المرء بذاته متفكرا فيما فعل ومضى من حياته ليتأمل جيدا وليتعظ من اخطائه ليكون ذلك حافزا رئيسيا له لتحسين ادائه الذي يسمو به نحو العلى.
اخواني اخواتي لا تنسوني من خالص دعواتكم في هذه الايام الفضيلة كما لا تنسون الدعاء بتعجيل فرج المخلص روحي وارواح العالمين لتراب مقدمه الفداء.
*كتب العبد العاجز وقن مواليه محمد علي الفوعاني يوم الاربعاء الواقع فيه ٢٦/ ٢ /٢٠٢٥*
