خبر عاجلسياسة

نائب إيراني يكشف تدريب 130 ألف عنصر استعدادًا للتحرك في سورية!

إعــــــلان
إحجز إعلانك الآن 70135365

نائب إيراني يكشف تدريب 130 ألف عنصر استعدادًا للتحرك في سورية!

مناشير

منذ الإطاحة بتظام بشار الأسد في سوريا قبل نحو شهر بيد الفصائل المعارضة التي قادتها “إدارة العمليات المسلحة” تتواتر تصريحات المسؤولين الإيرانيين الرافضة للوضع الجديد الذي ساد بعد انسحاب حليف إيران الاستراتيجي من دمشق ولجوئه إلى روسيا.. وبالمقابل بعثت معظم الدول العربية والأوروبية ومعها الولايات المتحدة وفودها إلى سوريا لفهم التطور السياسي الجديد ومساعدة سوريا على الخروج من أزمتها التي بدأت في 2011.

موقف إيران وتصريحات المرشد
وأعلنت طهران رفضها للمسار السياسي الجديد في سوريا بشكل أوضح بعد تأكيد المرشد الأعلى علي خامنئي، في خطاباته عدة مرات على أن المناطق السورية التي وصفها بـ”المحتلة” سيتم “تحريرها بلا شك على أيدي الشباب السوري الشجاع” وكرر موقفه في 3 يناير، من دون ذكر صريح للحكام الجدد في سوريا، قائلا “لا تغتروا بهؤلاء الذين يتفاخرون اليوم.. إن الذين يجولون ويتفاخرون اليوم، سيُداسون يومًا تحت أقدام المؤمنين”.

وبهذه التصريحات التي أدلى بها في ظل التطورات السياسية المتسارعة التي تشير إلى تحول كبير في موازين القوى والتحالفات الإقليمية، مع استمرار التوتر بين إيران والحكم الجديد في دمشق، تحاول موسكو حليف طهران في الدفاع عن الأسد، للحفاظ على نفوذه الاستراتيجي في المنطقة.

قوات المقاومة في سوريا مستعدة لتبدأ نشاطها

وفي هذا الخضم شكك عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية وهي أهم لجنة في البرلمان الإيراني، أحمد بَخشايِش أردستاني، شكك في إمكانية تشكيل حكم ديمقراطي شامل في سوريا وقال لموقع “مرصد إيران”: “يبدو أن الاشتباكات المسلحة في سوريا ستستمر، بل قد تتفاقم، لأن إنشاء نظام ديمقراطي يتطلب وجود أفراد يؤمنون بالديمقراطية.. إلا إذا تقرر تطبيق نوع من الإسلام الليبرالي المشابه لما هو موجود في تركيا”.

وتحدث أردستاني عن “الصراعات الحادة بين الفصائل المسلحة السورية المنتمية إلى طوائف وقوميات مختلفة” وقال: “من غير المحتمل أن يتنازل الأكراد السوريون، والدروز، والعلويون، والجماعات العلمانية، وحتى الجماعات السنية السلفية التي تختلف مع تحرير الشام، عن أسلحتهم بسهولة لصالح حكومة جديدة في سوريا”.

أسباب عديدة لاستمرار التوترات العسكرية في سوريا
وتحدث النائب عن دور “هيئة تحرير الشام” في الحكم الجديد في سوريا وقال: “هؤلاء يعتبرون أنفسهم متفوقين على باقي الفصائل المسلحة في سوريا نتيجة استيلائهم على السلطة في دمشق، وإذا لم توافق الفصائل الأخرى على التعاون معهم أو تسليم أسلحتها إلى الحكومة المؤقتة، فإنهم سيستخدمون القوة العسكرية لمواجهتها”.

وأكد أردستاني على التعدد الطائفي والقومي في سوريا، متوقعا المواجهة المسلحة مع الحكم الجديد مشيرا إلى “أن العلويين، الذين يمثلون أكبر أقلية دينية في سوريا، قد أظهروا رفضهم للتوافق مع الحكومة المؤقتة، وبالمثل، فإن الأكراد، الذين يُعدّون أكبر أقلية عرقية في سوريا، يخوضون صراعات مسلحة مع بعض المعارضين المسلحين المتحالفين مع تحرير الشام”، معتبرا هذه التوترات تعكس “المشهد المعقد” في سوريا، حيث “تتصارع القوى الداخلية المتعددة، مدعومة بقوى دولية وإقليمية متضاربة المصالح، مما يفتح المجال لاستمرار الصراعات العسكرية في المستقبل القريب”.

واتهم الولايات المتحدة بالسعي لإنشاء “جمهورية ديمقراطية كردية” تضم الأكراد في سوريا والعراق، أو على الأقل تحويل الأكراد في سوريا إلى كيان ذاتي الحكم مشابهًا للحالة في كردستان العراق.

وأشار إلى أن مثل هذه المقترحات غير مقبولة بالنسبة للحكومة التركية، وقال إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان “يسعى إلى استبدال الدور الإيراني في سوريا بدور تركي وإقامة قواعد عسكرية تركية في البلاد، وهذا التوجه يتعارض مع مصالح الدول العربية”.

لا يقبل علويّو سوريا بالحكم ودرب سليماني 130 ألف عنصر
ووفق النائب الإيراني فإن “كل هذه المعطيات، تؤكد أن هناك مجالات عديدة لاستمرار التوترات العسكرية في سوريا، في ظل تضارب المصالح الإقليمية والدولية حول مستقبل هذا البلد”، مشيرا إلى التظاهرات التي نظمها العلويون في سوريا، وأوضح أن حكومة بشار الأسد، على الرغم من إعلانها أنها علمانية ولا تتدخل في شؤون الأديان المختلفة، إلا أنها منحت العلويين امتيازات واضحة على بقية الطوائف في سوريا، ووضعتهم في مناصب عسكرية وسياسية بارزة.

فإذا كانت الحكومة الجديدة في سوريا تتسم بالحياد تجاه جميع المذاهب ولا تميز مجموعة على أخرى، فقد يتمكن العلويون وحتى الشيعة في سوريا من التكيف مع هذه الحكومة، لكن لا يمكن تجاهل أن قاسم سليماني قام بتدريب نحو 130 ألف شخص كجزء من قوات المقاومة السورية، وهؤلاء ينتمون في الأساس إلى الشعب السوري، وغالبيتهم من أتباع المذهب الشيعي أو العلوي.

تراجع دور “قوات المقاومة السورية”
وتحدث أردستاني عن ما وصفه بـ”قوات المقاومة السورية” في إشارة إلى الميليشيات السورية التي دربتها إيران وأُطلق عليها “الباسيج السوري” في بعض التقارير، وقال إنها “لعبت دورا هاما في الحفاظ على نظام بشار الأسد وهزيمة تنظيم داعش، إلا أن الجيش السوري لم يسمح لهذه القوات بأن تصبح جزءا من الهيكل العسكري للدولة، على غرار الحشد الشعبي في العراق، ونتيجة لذلك، عندما شنت هيئة تحرير الشام عملياتها الأخيرة ضد نظام الأسد، لم تقدم قوات المقاومة السورية أي دعم لحمايته.

وأكد أردستاني أن هذه القوات ما زالت موجودة في سوريا، وتراقب حالة الاستياء، وتمتلك إمكانية التحرك، وبالتالي، من المستبعد أن يقبل العلويون بسهولة الخضوع لحكومة سورية جديدة، إلا إذا تمكنت هذه الحكومة من فرض سيطرتها بالقوة أو تحسين الوضع الاقتصادي للعلويين، وفي هذه الحالة، قد يشعر العلويون بالاطمئنان على معيشتهم، مما قد يمنعهم من التمرد على الحكومة الجديدة.

الحكومة السورية المؤقتة ترى إيران هدفًا أضعف
صرح أردستاني بأن روسيا لن تتخلى بسهولة عن نفوذها في سوريا، موضحا في حديثه أن روسيا كانت تتعاون مع سوريا منذ ما قبل وصول عائلة الأسد إلى السلطة، وأشار إلى أن روسيا لطالما اعتبرت سوريا مهمة كطريق للوصول إلى البحر الأبيض المتوسط، ولا تزال ترى أن الحفاظ على هذا الاتصال بالغ الأهمية، ولا ترغب في فقدان قواعدها البحرية في شمال غربي سوريا.

سياسة إيران تجاه سوريا: صمت محسوب
وأشار عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني إلى أن سياسة إيران تجاه سوريا في الوقت الراهن تتسم بالصمت، إلا أن هذا الصمت لا يعني اللامبالاة، وأضاف: “نعلم أن تنظيم تحرير الشام يواجه تحديات كبيرة في تشكيل حكومة قوية في سوريا، وبالتالي ليس من الضروري أن نخلق لهم تحديات إضافية”.

وزعم أن قادة الحكومة السورية المؤقتة “يسعون إلى خلق حالة من الاستقطاب، متهمين إيران بالتدخل في الشأن السوري” وأردف قائلًا: “إنهم، وفق تصورهم، يعتبرون إيران الطرف الأضعف الذي يمكنهم استهدافه”.

ورغم تصريحات المسؤولين الإيرانيين وفي مقدمتهم المرشد الأعلى قال أحمد بَخشايِش أَردِستاني إن تصريح المرشد الإيراني بشأن انتفاضة “الشباب السوري”، لا يعني أن إيران تعتزم دعم جماعات المقاومة السورية، بل يشير إلى أن الحكومة الجديدة في سوريا لن تكون قادرة على مواجهة التحديات العديدة التي تنتظرها.

وبرر هذه التصريحات قائلا: “إن سوريا ستواجه في المستقبل مشكلات كبيرة على الصعيدين الأمني والمعيشي، وفي مثل هذه الظروف، سيتحرك الشباب الموجودون في سوريا تلقائيًا لتشكيل تنظيمات تهدف إلى مواجهة الحكومة السورية الجديدة”.

المصدر :العربية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى