من الجنوب الى البقاع.. المحاصصة وجنون المحروقات يحاصران التعليم!
خاص “جنوبية” “تيروس” “مناشير”
المحاصصة والمحسوبيات وجنون المحروقات كلها عوامل معوقة امام التعليم، وتجعل من العام الدراسي ومستقبل الطلاب في خطر من الجنوب الى البقاع. (بالتعاون بين “جنوبية” “تيروس” “مناشير”).
ومنذ عدة سنوات، بدأ تفريخ فروع للجامعات في صور بمباركة من “الثنائي” المُهيمن، و كان الهدف توظيف أكبر عدد من حاملي الشهادات العالية، و تقديم منح كمساعدات للجمهور و المناصرين، و فعلاً كان للثنائي ما أراد. فقد وظَّف العشرات و قدم آلاف المنح.
و لكن مع الوقت تبيَّن أن بعض هذه الجامعات غير مرخصة و بعضها الآخر، تعتبر فرع من المركزية في البقاع و بيروت.
و بالأمس القريب أقفل فرع لإحدى الجامعات، ليملأ المبنى مكانه فرع آخر لجامعة أخرى.
و عن تعدد فروع الجامعات، قال أحد الأساتذة الجامعيين: ” تعدد فروع الجامعات الخاصة ذات الدرجات المتوسطة و دون الوسط كما الموجودة في صور، ليس دليل عافية بل هو دليل على تهاوي التعليم بشكل عام و يبدو بحسب التركيبة اللبنانية أنها خطة من السياسيين لإدخال أفكار و مناهج جديدة إلى المجتمع اللبناني.
بحيث يصبح حلم المواطن الشاب أن يحصل على شهادة تقول بأنه تخطى مرحلة تعليمية، و بذلك يختفي الطموح و ينعدم الإبداع.
و المتعارف عليه أن المبدعين ينالون المنح و يذهبون للخارج.
لذا… وجود هذه الفروع الهدف منه ليس تقديم تعليم أفضل إنما الهيمنة السياسية على إدارة الجامعات ومجالس طلابها وهذا ما يحصل اليوم في كل الجامعات الموجودة في صور”
_ النقل المدرسي… كارثي!!!
و اليوم ومع البدء بعام دراسي جديد في المدارس الخاصة، علت صرخة الاهالي، رغم بقاء الأقساط على ما هي عليه تقريبا، ارتفع ثمن القرطاسية والألبسة المدرسية، و هذه أيضا لم يقف عندها الأهالي كثيراً، لأنها تُدفع مرة واحدة في بداية العام الدراسي.
اما بدل النقل، فقد ألزمت كل المدارس الأهالي بدفعه شهرياً و بحسب رفع الدعم.
و قال أحد أولياء الامور:” كانت أجرة نقل ولديَّ من العباسية إلى صور 60 الف ليرة شهرياً أي 30 الف عن كل ولد، و اليوم حددت المدرسة عن كل ولد 400 الف ليرة أي 800 الف ليرة عن الولدين، يعني يفوق قيمة القسط المدرسي”.
و قال أحد الأساتدة في مدرسة خاصة في صور: ” بكل صدق و صراحة، تكلمت مع المدير و قلت له، أما أن تؤمن لي نقل مجاني، و اما ام تؤمن لي اقله تنكة بنزين مجانية كل إسبوع و إلا لن ادخل الصف و سأتقدم باستقالتي، فالبطالة أقل خسارة من العمل”.
البقاع
ازمة المحروقات وارتفاع اسعارها تتهدد العام الدراسي لدى الطلاب ابناء الطبقة الشعبية والموظفين في البقاع، لعدم قدرتهم على دفع كلفة المدارس الخاصة والرسمية ونقل ابنائهم والتي تصل الى ارقام جنونية.
حتى وصلت أقل كلفة نقل التلميذ الواحد ٤٠٠ الف ليرة، في القرية الواحدة حتى ٥ كلم لتصل الكلفة في بعض المدارس الى ٩٠٠ الف ليرة للتلميذ، ما يدفع بغالبية الاهالي للتردد بارسال ابنائهم الى المدارس، اولاً لعدم قدرتهم على نقل ابنائهم بأنفسهم بسبب شح البنزين وارتفاع سعره عشرة أضعاف عما كان عليه العام الفائت، فيما الرواتب لازالت على حالها.
يتسأل الموظف عدنان كيف يمكن ان يستمر في الوضع الحالي لمواجهة كافة الازمات براتب مليون ونصف المليون، قال “عندي ٣ ولاد كلفة النقل مليون ونصف، كل ولد ٥٠٠ الف ليرة، عدا عن الثياب والقرطاسية والمصروف اليومي للتلميذ، والاكل والشرب ومحروقات التدفئة”، ليردف “بعت محبس زواجنا وسلسلة ذهب لقدرنا جبنا ثياب وقرطاسية”.
كذلك هو حال جهاد الذي نقل ابنائه من المدرسة الخاصة الى المدرسة الرسمية، لعجزه عن تأمين القسط والقرطاسية، ليوجه مشكلتين مشكلة كلفة النقل ومشكلة اضراب المدرسين الشبه مستمر والذي يؤدي الى خسارة برامج تعليمية.
وفي سياق منفصل فتحت يوم امس الاثنين العديد من المحطات ابوابها وبدأت ببيع المازوت وفق تسعيرة السوق السوداء ب ٢٤٠ الف ليرة، كما بدأت المحطات التي لازالت تقوم بتعبئة البنزين للسيارات بتخفيف نسبة الازدحام عليها.