زحلة… عروس البقاع تتألق بحلة الميلاد
كتب غصوب جراح في مناشير
يطلّ عيد الميلاد هذا العام محمّلاً بالفرح والبهجة، ليضفي أجواء من السعادة على اللبنانيين عمومًا، والمسيحيين منهم خصوصًا. فبعد سنوات صعبة عاشها لبنان تحت وطأة الحروب الدموية التي أظلمت أيامه وشلّت حركته الاقتصادية والسياحية، إضافة إلى أزماته السياسية، ها هو اليوم يستعيد شيئًا من استقراره ليعيش أجواء ميلادية مضيئة ومفعمة بالسرور.
وكيف للميلاد أن يزدهر في لبنان دون أن يتزيّن بثوب عروس البقاع، زحلة، الساحرة بجمال طبيعتها ودفء أهلها؟ زحلة، التي لطالما كانت رمز النقاء والجمال، تتألق هذا العام بفستانها الأبيض الذي يعكس أجواء الفرح الميلادية. يكفي أن تطأ قدمك شوارعها لتشهد مشهدًا فريدًا: أزقتها تنبض بالحياة، ووجوه أبنائها تشرق بالبهجة، فيما يتوافد الناس من كل حدب وصوب ليشاركوا في احتفالاتها ويتأملوا روعة زينتها.
لطالما شكّلت زحلة الوجهة الشتوية الأولى للبقاعيين، وعبارة “يلا على زحلة نشوف الزينة” باتت طقسًا سنويًا في هذه الفترة. في شوارعها، تجد زحمة السير تعكس توافد العائلات، بينما يلتقط الزوار الصور بجانب أشجار الميلاد البيضاء. المحلات التجارية تضجّ بالزبائن، والمطاعم والمقاهي تغصّ بالروّاد. هذه هي زحلة، مدينة تعرف كيف تعيد إحياء الفرح، مهما اشتدت الأزمات أو قست الظروف.
وللسنة الخامسة عشرة على التوالي، تستمر مؤسسة جوزيف طعمة سكاف في إطلاق مبادرة “زحلة منارة الأعياد”، التي جعلت من المدينة أيقونة الميلاد في لبنان. وبرزت هذا العام عبارة لافتة في سياق الاحتفاء بجمال زينة زحلة: “بلا تصويت… الأولى زحلة”، لتؤكد أن المدينة ستبقى في الصدارة دائمًا.
ورغم رحيل مؤسس المبادرة، يبرز دور السيدة ميريام سكاف، التي حرصت على الحفاظ على هذا التقليد السنوي تكريمًا لذكرى زوجها. ففي كلمة ألقتها خلال افتتاح الزينة، قالت: “ما لازم بعد وقف إطلاق النار نشوف إلا نيران الأعياد وإشعاع هالزينة اللي ضوت اليوم ع قلوب حزينة”. كلماتها تعكس جوهر الرسالة التي تحملها زحلة هذا العام: الميلاد هو رسالة أمل وضياء، تبعث الفرح في نفوس الجميع، كبارًا وصغارًا.
زحلة ليست مجرد مدينة، بل هي حكاية عيد تنبض بالحياة، تسطر في صفحات لبنان أجمل معاني الأمل والمحبة.