لبنان يدخل ميدان حرب الأهداف.. وهيبة سلاح الحزب ع المحك..!
أسامة القادري – مناشير
في قراءة اولية وسريعة عن تداعيات الغارات الاسرائيلية المعادية التي استهدفت بعلبك للمرة الثالثة، يبدو واضحا ان الاسرائيلي مصرّ على جرّ لبنان الى حرب واسعة، بكسره قواعد الاشتباك وتخطي المعادلة التي كان ارساها حزب الله في الجبهة الجنوبية، ما يرفع من وتيرة الحذر والترقب لدى كافة اللبنانيين تخوفاً من حرب مهلكة، وظالمة لا تبقي ولا تذر، فالصراع حالياً محتدم بين النفوذ في المنطقة ويستعر، وما شاهدناه طيلة 5 اشهر في حرب غزة اثبت انه لا يوجد ما يطفئه سوى إراقة الدماء بحرب ابادة لشعب غزة كتبوا له ان يموت اما بأسلحة اميركا “الفتاكة” او جوعاً بحصار مطبق تحت صناديق المساعدات المرمي من الطائرات.
أكدت وسائل إعلام عبرية ان الجيش الاسرائيلي بدأ التحضير لعمليّة أُطلق عليها تسمية “المرساة الصلبة”، وأن قيادة جيش الاحتلال طلبت تعزيزات للجنود الذين يقاتلون على الحدود مع لبنان
ففي البحث حول مدى جدية اسرائيل في تهدبداتها للبنان، يبدو ان جميع القوى المتصارعة، اسرائيل من جهة وحماس من جهة ثانية وحزب الله من الجهة الثالثة، وصل كل منها الى حدود غير قادرة على التراجع عن الموقع الذي وضعت نفسها فيه، واي تراجع لأي جهة يسجل عليها هزيمة، هذا ما يجعل الامور اكثر تعقيداً وتضييقاً، من هنا تتعاطى حكومة نتنياهو “المتطرفة” ان ليس لديها خيار اخر سوى خيار الحرب الانتقامية، وفي هذا الاطار أكدت وسائل إعلام عبرية ان الجيش الاسرائيلي بدأ التحضير لعمليّة أُطلق عليها تسمية “المرساة الصلبة”، وأن قيادة جيش الاحتلال طلبت تعزيزات للجنود الذين يقاتلون على الحدود مع لبنان، “إضافة إلى إجراءات لحماية عشرات الآلاف من الإسرائيليين عبر تجهيز ملاجئ جماعيّة”، كما قال صحافيون ان حكومة نتنياهو استكملت كامل الموافقات لشن حرب على لبنان. واستطرادا لتمادي الاسرائيلي في استهدافاته الاخيرة في العمق اللبناني، علّقت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية على الضربة الجوية التي طالت منطقة البقاع، واصفة ما حصل بـ”الهجوم غير العادي”.
فمنطقة بعلبك منذ عدوان تموز 2006 لم تشهد اي اعتداء، (تبعد عن الحدود الجنوبية 100 كلم)، لتطالها اكثر من ست غارات مدمرة لمباني سكنية ومؤسسات تجارية وصناعية، في اقل من 12 ساعة.
أتت هذه الغارات لترفع من نسبة احتمالات “الحرب الشاملة على لبنان”، وعدم اقتصار الأمر على جبهة مساندة لغزة، هكذا وضعت الغارات الاخيرة حزب الله امام خيارين حلواهما بالنسبة له حرب مريرة، فبحال رد في قصف العمق الاسرائيلي تنفيذا لوعده ( مدني بمدني وعسكري بعسكري ومنشآة بمنشآة). يكون وضع نفسه امام العاصفة وحيدا متروكاً كما حصل مع حماس، وبالتالي يكون الرد الاسرائيلي تدمير ومزيد من المجازر بغطاء غربي وعربي، اما خيار السكوت وعدم كبح جماح اسرائيل في ضرب اهداف في لبنان، ما يدخل لبنان الى معادلة جديدة “خطيرة”، او بالأحرى حرب أهداف دون استثناء وهذا النوع من الحرب تم استخدامه في باكستان وأفغانستان وحالياً في سوريا وهي اصعب من حرب التوسع او الاحتلال، وربما هذا الاسلوب الجديد سنظل نشاهده بشكل يومي في لبنان وسوريا والعراق واليمن قنص اهداف واغتيال قيادات حزبية وربما بوتيرة اقوى.
اما ان يبقى الرد محدداً على المواقع العسكرية في مرتفعات كفرشوبا ومزارع شبعا، تجنباً لحرب تدميرية هذا ايضا يجعل الحزب حرجاً امام جمهوره. ويفقد سلاحه مفاعيل القوة لردع الاعتداءات الاسرائيلية. وتشير معلومات دبلوماسية ان التصعيد الاسرائيلي واشتداد الضربات وفق معادلة ان الاقوى هو الذي يضع شروطه، هكذا يكون الرضوخ للقوة ولفائض القتل والدمار، او مصيرهم كغزة، وتتابع المعلومات ان الولايات المتحدة الاميركية تتماهى مع التعنت الاسرائيلي والتصلب في الموقف والاسراف في قتل الابرياء. فتتعامل مع الموضوع بكثير من التهويل مع الجانب اللبناني وتحويل التهديدات الاسرائيلية الى عصا لترويض باقي الافرقاء في المنطقة.
فيما أجواء حزب الله بحسب مصادر مقربة، تشير ان الحرب واقعة، وأن الحزب لم يعد قادر على ضبط النفس التي تحلى بها طيلة خمسة اشهر، بعد كسر العدو لقواعد الاشتباك، بدءاً من عملية استهداف الضاحية واغتيال العاروري، ووامتداد الغارات الاسرائيلية الى النبطية وصيدا وجزين واخرها ليل امس في بعلبك، وهذا مؤشر لا يمكن للحزب ان يصرفه امام جمهوره بالسكوت واعتباره امر عادي، ما يرتب عليه في المرحلة المقبلة مواجهة مع بقية اللبنانيين، باعتبارهم ان “الحزب” يعتقل لبنان واللبنانيين بفائض قدراته العسكرية دون ان يكون قوة دفاعية رادعة للعدو، وهذا ما يسقط عن الحزب علة وجوده وحضوره. وتابع لذا الرد اتِ لا محال، وربما يكون في العمق من جهة الجولان المحتل، وتابع المصدر ” الحزب في وضع لا يحسد عليه، فأمست هيبة الحزب مرتبطة ارتباط وثيق بمدى قدرته على الرد في العمق الاسرائيلي، ويكون رده قاسياً وموجعاً، وقال، “الجميع سيفاجأ.. خلال الايام المقبلة بثقل الرد، ولن يكون فقط على المواقع العسكرية المتواجدة في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا، انما ستصل الى ما بعد حيفا وهذا ما وعد به السيد الامين العام”.