دوامة انقطاع البنزين والخبز في البقاع… هكذا يهربان الى سوريا..!
اسامة القادري ـ مناشير
“انها الفوضى والإحتكار على عينك يا دولة”، يتغلب جشع تجار الطحين، والمحروقات وتجار الأزمات على المواطن في ظل غياب ادنى مقومات المحاسبة والمراقبة من قبل وزارة الاقتصاد، لتستحكم عصابة ” الكارتلات” تجار الازمات برقاب الناس، ويختلقون للمواطن البقاعي ازمة تلوى الآخرىالآخرى، وآخرها انقطاع البنزين والطحين في المناطق الحدودية.
وبكل صفاقة تمتنع محطات الوقود والأفران في البقاع خاصة الواقعة على طول خط طريق دمشق الدولية بدءاً من شتورا وصولاً الى المصنع، ومن راشيا وصولاً الى المصنع، وكذلك في البقاع الشمالي عن بيع البنزين والخبز للبنانيين بالأسعار المحددة، مفضلين اقفال المحطات بحجة نفاد الكميات وامتناع بعض الافران عن البيع بذريعة انتهاء كميات الخبز، لتباع بأسعار حرة للمهربين الى سوريا.
أما الجديد اليوم أن محطات الوقود تفتح سراً وبعيداً عن الانظار، يكشف مواطنون لـ” مناشير” كيف تقوم محطات في المناطق الحدودية على تعبئة بضع ليترات وبعدها تعلن عن نفاد البنزين من خزاناتها، لتعمل بعدها تعبئة خزانات السيارات السورية واللبنانية العاملة على خط التهريب سراً وبعيداً عن الأنظار بأسعار تصل الصفيحة الى مئة الف ليرة سورية أو ما يعادلها 22 دولار، وذلك بفارق عن سعرها الرسمي أكثر من 160 ألف ليرة لبنانية. كذلك هي الحال بخصوص مادة المازوت التي تباع الصفيحة بـ 23 $”.
كما يشتكي بقاعيون من “فوضى الأفران” في البقاع، وتقصد العاملين فيها على وضع المواطن بين خيارين اما الوقوف بطوابير الذل او شراء ربطة الخبز بـ30 الف ليرة من الباعة في المناطق الحدودية بعد إعلان صالات الافران عن انتهاء الكمية التي استلمتها من المطحنة.
فمع غياب الرقابة عن محطات الوقود تحولت “حارة كل مين أيدو الو”، الى بازار يضع المواطن كل يوم امام موجة ابتزاز جديدة.
يؤكد مصدر أمني لـ” مناشير” أن تهريب المحروقات الى سوريا لم يتوقف قط، انما ازداد وتضاعف خلال الاسبوعين الفائتين، بعد إعلان الحكومة السورية رفع سعر المحروقات رغم عدم وجودها حتى تضاعفت نسبة الطلب على مادة البنزين في محطات المناطق الحدودية”، مما دفع بغالبيتها لأن تمتنع عن بيع السيارات اللبنانية باستثناء المهربين والسيارات السورية بالكاش دولار.
يروي عامل في إحدى محطات الوقود في منطقة المصنع الحدودية لـ”مناشير”، ان صاحب المحطة يعمد الى الامتناع عن بيع البنزين سوى لبعض الأشخاص المقربين والمحددين، لتعمل مساء على تعبئة السيارات المجهزة بخزانات وقود كبيرة، “تصل نقلة كل سيارة الى اكثر من 20 تنكة في النقلة الواحدة”، سعر التنكة الواحدة 98 الف ليرة سورية.
موظف في باحة الجمارك يشرح لـ” مناشير” حركة العبور عند نقطة المصنع الحدودية في الاتجاهين ارتفعت بشكل ملحوظ خاصة عند ساعات المساء لسيارات سورية ولبنانية تستوفي الشروط اما بدفتر مكث صادر عن جمارك جديدة يابوس، او بغطاء حزبي وانها في مهمة عسكرية. كذالك هو الحال بحسب المصدر نفسه عند معبر جوسيه الذي تعبر السيارات المدعومة من قبل حزب الله لتعود بعد وقت لا يتجاوز الساعتين.
هكذا يدخل البقاعي “الدوامة”، وكلما اتسعت دائرة الطلب على البنزين والمازوت كلما أصبحت طوابير الذل أطول عند المحطات التي تديرها شركات النفط.
مصدر أمني متابع لملفي المحروقات والخبز يكشف لـ” مناشير” أن عدد السيارات السورية العاملة على خط تهريب البنزين أكثر من 80 سيارة بين عمومية و(سياحية خاصة)، ونحو 60 سيارة لبنانية جميعها مجهزة بخزانات تتراوح سعتها بين الـ 300 ليتر والـ 500 ليتر”, يتابع المصدر أن غالبية السيارات التي تنقل البنزين تنقل الخبز بناء لاتفاق مع مديري صالات البيع في الافران فيتم بيع ربطة الخبز بـ 2500 ليرة سورية أي ما يعادلها بالليرة اللبنانية 18 الف ليرة”. وبالتالي تصبح مادة الخبز شحيحة في الاسواق خاصة الافران العاملة في المناطق الحدودية.
لا يخفي “أبو يزن” سائق سيارة أجرة سورية، أن الفرق في الارباح من تجارة البنزين كبير، سابقاً عندما كانت المحروقات مدعومة من الدولة اللبنانية كانت ارباح المهربين كبيرة، اما اليوم ليس باستطاعة المواطن السوري شراءها بأكثر من 32 دولار، بل يعتبر هذا السعر بالنسبة له كبير وضخم.
يتابع الرجل بتأفف ما نقوم به ليس تهريب بقدر ما هو تيسير حال، المشكلة في لبنان بجشع اصحاب المحطات الذين يريدون ان يقاسمونا على ارباحنا، يبيعوننا اياها بـ 22 دولار كاش، ليتم بيعها في سوريا بـ 130 الف ليرة سورية، رغم ما نضعه من رشرشة عالطريق “للجمارك اللبنانية والسورية ولدكاكين الامن السوري المنتشرة على طول خط جديدة يابوس وصولاً الى دمشق”، وحالياً وصل سعرها في بعض المناطق السورية الى 140 الف ليرة سورية وليست موجودة ما يجعلنا نشتريها من لبنان”.
يشرح السائق أن كلفة ايصال تنكة البنزين الى الداخل السورية كبيرة، بسبب ما يدفعه تحت مسميات مصاريف طريق ليصبح كلفتها على ناقلها بـ نحو 115 الاف ليرة سورية. مرجحاٍ ان سعر صفيحة البنزين في سوريا قد يصل خلال الاسبوع المقبل الى 150 الف ليرة سورية، ليضيف “ما عاد حدا شبع وحتى نقلل من كلفة النقل عم ناخذ خبز معنا نوزعها على عناصر بدل الدفع نقداً.وما يتبقى من ربطات خبز نبيعها للسوبرماركات بـ3 الاف ليرة سورية.