انتخابات “الشرعي” بقاعاً: الفوز بـ”الحب الحرام” بين المستقبل ومراد…!
أسامة القادري – مناشير
تحيط انتخابات المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى برودة سياسية لم يسبق لها مثيل، نتج عنها لوائح توافقية اشبه بلوائح “رفع العتب”، في بيروت وبعض المناطق اللبنانية الا انها في البقاع بدأت تأخذ شكلاً تنافسياً غير محسوباً لدى القوى السياسية، لترتفع درجات الحرارة في صالونات الفعاليات الاجتماعية البقاعية مع اقتراب موعد الاستحقاق مطلع تشرين الأوّل المقبل، فهذه الحماوة ليست كما عهدها البقاعيون سابقاً، ومرد تراجع الزخم قيام المجلس “الشرعي” الذي تنتهي ولايته بعد يومان انه افقد وهج المجلس الجديد وقبل ولادته احدى اهم صلاحياته انتخاب مفتي جديد للجمهورية اللبنانية، بعدما قام المجلس السابق وقبل انتهاء ولايته بثلاثة اسابيع بالتمديد لمفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان، مما اضعف التنافس السياسي على انتخابات المجلس القادم، وذلك لان التصويت على التمديد يبقي ولاية دريان حتى 2029 اي الى ما بعد انتهاء ولاية المجلس الذي سينتخب في الاول من تشرين الاول.
وبالتالي مع اقفال باب الترشيحات ورسو العدد النهائي للمرشحين. على ستة اسماء هم : القاضي الشرعي الشيخ يونس عبد الرزاق يعتبر من اقوى المرشحين محسوب على تيار المستقبل، الشيخ احمد عواض (مستقل) ، المحامي محمد العجمي (مستقبل مقرب من النائب بلال الحشيمي)، المحاسب سعدالدين حسنة (مستقل مقرب من مراد)، المحامي بلال زين الدين (مستقبل) . والمحامي صالح الدسوقي رئيس المجلس الثقافي في البقاع الغربي ( مقرب من المستقبل)، ليتنافسوا على مقعدين اثنين بعدما تم حسم لوائح الشطب للناخبين 111 ناخب في محافظتي البقاع على خمسة أقضية، زحلة، بعلبك، الهرمل، البقاع الغربي، وراشيا، من الطائفة السنية يتوزعون بين نواب، وزراء رؤوساء بلديات مدراء عامين قضاة مدنيين وشرعيين، مشايخ مدرسي دين، كتاب شرعيين، واعضاء لجان الوقف. ويشكل رجال الدين (مشايخ قضاة شرعيين مدرسين شرع وكتاب محاكم شرعية) القوة الناخبة الاكبر.
وفي هذا الإطار سُجل لمفتي زحلة والبقاع الاوسط الشيخ علي الغزاوي وقوفه على الحياد، ويجاهر امام جميع زواره انه على مسافة واحدة من الجميع وان كل المرشحين يستحقون، ولن يكون مع مرشح ضد ٱخر.
فيما المفتي الشيخ بكر الرفاعي يحاول ان يصل الى توافق على اسمين تمهيدا لتوافق سياسي بين “المستقبل” و “مراد”.
اما مفتي راشيا الشيخ وفيق حجازي تمنى ان يكون انتخاب اسمين بناء لتوزيع مناطقي عادل.
في الشكل تنقسم الكتلة الناخبة سياسيا بين ثلاثة خيارات، الأكبر تيّار “المستقبل” ثانيها المستقلين ثالثها مراد وقوى 8 اذار،. وبدى من خلال اسماء المرشحين ان “المستقبل” متضعضع وغير قادر على توحيد صفه وعاجز ان يعلن عن مرشحيه او انه سيخوض الانتخابات سياسياً، باعتبار ان غالبية المرشحين يدورون في فلكه السياسي وأي تبني لأي مرشح يسبب له ارباك واحراج مع باقي الأسماء إلا بحالة واحدة وهي اقناع الباقين بالإنسحاب، وهذا يستحيل انجازه لتشبث كل مرشح بموقعه معولاً على الخرق من خلال توزيع الأصوات على المرشحين.
هذا الواقع يلاقيه حزب الاتحاد الذي يرأسه حسن عبد الرحيم مراد (خصم تيار المستقبل الاول والاقوى في البقاع الغربي) الى منتصف طريق “الحب الحرام” للتوافق على اسمين من دون اعلان ذلك، فترجمه مراد تريثاً في تبنيه اي مرشح، رافضاً الحديث عن معركة سياسية، ومبدياً ذلك في مجالسه انه لم يرشح احداً الى المجلس الشرعي
هذا الواقع يلاقيه حزب الاتحاد الذي يرأسه حسن عبد الرحيم مراد (خصم تيار المستقبل الاول والاقوى في البقاع الغربي) الى منتصف طريق “الحب الحرام” للتوافق على اسمين من دون اعلان ذلك، فترجمه مراد تريثاً في تبنيه اي مرشح، رافضاً الحديث عن معركة سياسية، ومبدياً ذلك في مجالسه انه لم يرشح احداً الى المجلس الشرعي، “وأن كل المرشحين محسوبين على المستقبل”، لذا يفضل ذهاب اصدقائه ومن يمون عليهم لإختيار اسمين من المرشحين بإسلوب ديمقراطي راقي.
وفي سياق موازي يشير متابعون ان مساعي التوافق على مرشحين لم تجر بشكل واضح، سوى ان حديثا يدور ان المسعى يقوم به المرشح سعد حسنة بإيعاز من أحد مفتين البقاع، للتواصل مع مراد ومع قياديين من المستقبل، بهدف التوافق على المرشحين القاضي يونس عبد الرزاق كـ “مقرب من المستقبل” وسعد حسنة مستقل يتقرب من “مراد” توافقاً “تحت الطاولة” ومن دون ان يسمي اي من الطرفين مرشحه. الا ان هذا السيناريو نفاه مراد خلال اتصال “مناشير” ان يكون رشح احداً، وقال “لم نحسم بعد لمن نصوت حتى الأن لم يتصل بي ٱحد سوى المرشحين”, وقال “انه بصدد اجتماع مع الاشخاص الناخبين المحسوبين عليه لجوجلة الأسماء، للتصويت باسلوب ديمقراطي لوصول اسمين مناسبين، لسنا ملزمين بانتخاب شيخ ومدني، ربما ننتخب شيخان او مدنيان.
“.
وامام هذه المشهدية البانورامية ولأن شريحة رجال الدين هي الأكبر بين الناخبين، ترجح المعطيات الميدانية فوز الشيخين القاضي عبدالرزاق واحمد عواض، باعتبار انهما على علاقة وطيدة مع زملائهما الناخبين الاكثر تكتلاً.
وفي هذا السياق نفت مصادر مستقبلية ان تكون تبنت ترشيح المحامي والكادر التنظيمي في التيار محمد العجمي، قالت “العجمي لم يبلغ القيادة بترشحه، انما باقي المرشحين اصدقاء التيار وليسوا تنظيميين وانه خارج اي خيار”.
وتتابع المصادر نفسها ان لقاءات حصلت واتصالات تجري من قبل قياديين لحث الناخبين التصويت للقاضي عبد الرزاق فيما لهم الحرية التصويت للاسم الثاني، هذا ما دفع ببعض رؤوساء البلديات تشبيه انتخابات “الشرعي” بانتخابات المفتين، بذات الالية والاسلوب والتحالفات. واعتبار ما يجري هو التفاف واضح من قبل “مراد والمستقبل” على النائب ياسين ياسين تمهيدا للاستحقاق الانتخابي النيابي القادم.