الضُعفُ العربي يتضاعف .! ( معَ تبادل القصف بين الفلسطينيين واسرائيل )
رائد عمر – العراق
ممّا اعجبُ عجباً منَ العجبِ العجابْ، هو لماذا لا تهدد دول التطبيع العربية اسرائيل بقطع او وقف او تعليق عملية التطبيع الأخيرة، اذا لم توقف تل ابيب غاراتها وقصفها الصاروخي على قطاع غزّة، خلال 24او 48 ساعة القادمة ؟ وعلى ان يكون التهديد جماعياً وبوقتٍ واحد وبفاعلية دينامية، واذ نتحدثّ هنا عن دول التطبيع فربما تغدو مصر والأردن مستثناة من ذلك الى حدٍ ما .! جرّاء ارتباطهما بمعاهداتٍ سابقة، وهما اوّل قطرين عربيين يمارسان الجنس السياسي مع الصهاينة، رغم أنّ ذلك لايمنع ولا يحول دون المشاركة العربية في التهديد بوقف التطبيع، بل انهما ” كلا البلدين ” لم يحاولا حتى سحب سفيريهما من تل ابيب كإجراءٍ دبلوماسي شكلي ” لا يقدم ولا يؤخر ” ولا تكترث له اسرائيل.
ايضاً، المملكة العربية السعودية بمقدورها التأثير والضغط على بعض دول الخليج والمغرب الذين اندفعوا بإندفاعٍ نحو التطبيع، واذا ما كانت الذرائع الظاهرية لذلك هي لإسناد ظهرها أمام ارتفاع حدة التوتر مع طهران آنذاك، فالأمر قد تغيّر كلياً بعد المصالحة السعودية – الإيرانية، وكذلك اعادة سوريا الى الأحضان العربية وبحرارة، فما مبرّر هذا الصمت العربي والوقوف مكتوفي الأيدي والأرجل أمام عنجهيّة حكومة نتنياهو وغاراته الجوية المجنونة على قطاع غزّة، وهذه المدينة تخلو من اية ملاجئ لإختباء المواطنين من القصف الإسرائيلي، ولم تفكّر اي دولة عربية في التبرع بإنشاء وتشييد الملاجئ لهم بالرغم من تكرار استهداف المقاتلات الأسرائيلية بين احايينٍ واخرياتٍ وستتكررّ، حيث ذلك يجسّم الغريزة والفلسفة الصهيونية تجاه العرب عموما والفلسطينيين بشكلٍ خاص.
قد يصعب ولا يصعب في آنٍ واحدٍ .! أنّ الجامعة العربية لم تفكّر في حثّ دول التطبيع الحديثة على وضع حدٍّ له على الأقل، وحتى من دون الإعلان المسبق لذلك في الإعلام .! تحسّباً للإحراج والحياء اذا ما بقي شيئٌ من الحياء العربي الرسمي.
ما تعرضه القنوات الفضائية بالبثّ المباشر عن مديات العنف والتدمير الإسرئيلي للقطّاع وما يحلّ بالفلسطينيين من القتل والمواجع ولكلّ الفئات العمرية، مشاهدٌ حيّة تشدّ الأعصاب وترفع درجات التوترّ الى اقصى مدياتها، لكنّ هذه المشاهد الدامية كأنها فلم سينمائي او فيديوي أمام معظم الملوك والأمراء والرؤساء العرب .!