أزمة ثقة حادة بين نتنياهو ورئيس “الشاباك”
مناشير
ذكر المراسل السياسي الصهــيونـ.ـي، في صحيفة “يديعوت أحرونوت الإسرائيلية”، ايتمار آيخنر أنّ رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو يريد أن يقدّم رئيس “الشاباك” رونين بار استقالته، لكنه – كما يبدو من تصريحاته أمس (الثلاثاء) – لا ينوي القيام بذلك، على الأقل ليس في المستقبل القريب. وأضاف: “ليس من المستبعد أن يقرر نتنياهو إقالته، لكنه قد يواجه عقبات قانونية ومعارضة من المستشارة القانونية للحكومة غالي بهراف-ميارا. ووفق آيخنر، فإنّ الهجوم غير المسبوق من محيط نتنياهو مساء أمس، والذي جاء بعد هجوم آخر حول صفقة تبادل الأسرى، لا يترك مجالًا للشك: أزمة الثقة بين الاثنين في ذروتها”.
وأشار آيخنر إلى أنَّه إذا قرر رئيس الوزراء أنه يريد إقالة بار، فعليه أن يستدعيه لجلسة استماع وتقديم مبررات قانونية كافية لذلك. لكن قبل ذلك، عليه التعامل مع مسألة المستشارة القضائية، حيث أوضح نائبها، المحامي جيل ليمون، أن مثل هذا القرار الدراماتيكي يجب أن يستند إلى “أساس واقعي متين وخالٍ من أي اعتبارات غير قانونية، وأن يتوافق مع القانون وأحكام القـ.ـضاء الإداري””.
وزير الاتصالات شلومو كاري دعا نتنياهو أمس إلى إقالة بار فورًا، قائلًا: “المذنب دائمًا يشعر بالنار فوق رأسه”. وأضاف: “هذا الشخص الذي أرسل فريقًا لشرب “التكيلا” (مشروب كحولي) ليلة 7 تشرين الأول/أكتوبر إلى غلاف غـ.ـزة لأنه شعر بوجود خطر، لكنه في نفس الوقت تخلى عن جنود الجيش وسكان المنطقة، يعتقد أنه يستطيع صرف الانتباه عن إخفاقاته عبر الابتزاز بالتهديدات. لن نسمح لمن صمت أمام حالات التمرد الرهيبة، ونام، وتخلى، وارتكب الجرائم، بالتأثير على مستقبل أمن إسرائيل”.
في المقابل، قال زعيم المعارضة، يائير لابيد: “رئيس الوزراء يستمر في محاولة إلقاء اللوم على الآخرين. هذه المرة يقول “لم يوقظوني”، وهو العذر الجبان المشابه لـ”لم يشدّوا سترتي”. ولكن، ماذا فعلت عندما أيقظوك؟ هل لم يوقظوك عندما قيل لك إن الانقلاب القضائي يدمر الردع؟ هل لم يوقظوك عندما حذرتك الاستخبارات من كارثة؟ هل لم يوقظوك عندما نقلت الأموال إلى حمـ..ـاس؟ هذه “الدولة” (الكيان) مستيقظة منذ 515 يومًا، ولا يزال لدينا أسرى في غـ.ـزة. حان الوقت لأن تستيقظ، تعتذر، وتتحمل المسؤولية. هذا حدث في عهدك”.
ورأى أنَّه في ظل نشر تحقيق “الشاباك” حول إخفاقات “مـ.ـجزرة” 7 تشرين الأول/أكتوبر (عملية طـ.ـوفان الأقصى) ، والذي شكّل في الواقع لائحة اتهام قاسية ضد المستوى السياسي وعلى رأسه نتنياهو – حيث تبنى سياسة “الهدوء” مع حمـ..ـاس رغم التوصيات بالتحرك “بمبادرة وعدم الانجرار” – أكد بار أنه يعتزم البقاء في منصبه حتى أيار/مايو على الأقل. ومع ذلك، لا ينوي إكمال فترة ولايته وإنهاء فترة ولايته بعد عام ونصف، كما هو مخطط بالأصل.
ويشير تحقيق “الشاباك” بوضوح إلى مسؤولية المستوى السياسي، إضافةً إلى الادعاءات بأن تمويل قطر لحمـ..ـاس وسياسة الهدوء عززت قوتها. في المقابل، هاجمت مصادر مقربة من نتنياهو بار، قائلة: “بدلًا من التعاون مع “مراقب الدولة”، ينشر تحقيقًا لا يجيب على أي أسئلة. استنتاجات التحقيق لا تتناسب مع حجم الفشل الذريع الذي وقع”.
كما قالت مصادر في مكتب رئيس الوزراء إن “رئيس “الشاباك” فشل بشكل كامل في التعامل مع حمـ..ـاس بشكل عام، وفي أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر بشكل خاص. لم يقرأ رئيس “الشاباك” الصورة الاستخباراتية بشكل صحيح وكان أسيرًا لمفهوم خاطئ. في التقديرات الاستخباراتية الجارية، بما في ذلك أيام قليلة قبل المـ.ـجزرة، كانت الفرضية الرئيسية لدى “الشاباك” أن حمـ..ـاس تسعى للحفاظ على الهدوء، وأنه لن تكون هناك مواجهة عسـ.ـكرية”.
وأضافت المصادر: “الأخطر من ذلك كله – أن “الشاباك” ورئيسه لم يعالجا أو حتى يناقشا خطة “أسوار أريحا” لتدمير “إسرائيل” (التي لم يتم عرضها على رئيس الوزراء قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر) – لا في تقديرات الوضع الجارية ولا في ليلة الهجوم نفسه، رغم أن الشاباك كان على علم بالخطة منذ عام 2018. بالإضافة إلى كل هذا، لم يرَ رئيس “الشاباك” ضرورة لإيقاظ رئيس الوزراء ليلة الهجوم، وهو القرار الأكثر بداهة الذي يمكن تصوره””.
يجدر الإشارة أن رئيس “الشاباك” لم يصدر تعليمات بعدم إيقاظ رئيس الوزراء في تلك الليلة. بعد تقدير الوضع لرئيس “الشاباك” الذي عُقد حوالى الساعة 05:30 صباحًا، كُتب أن هناك حاجة لإبلاغ السكرتير العسـ.ـكري لرئيس الوزراء ورئيس مكتب رئيس الأركان. نتنياهو، من جهته، أخّر تعيين اللجنة الخارجية التي تحقق في التحقيقات لمدة أربعة أشهر – مما أدى إلى تأخر النتائج، إضافة إلى الأولوية التي أعطيت للانشغال بالحرب.