أحمد الحريري استنهض مستقبليو الأوسط بجولته.. وأحبطهم بعشاء قواتي…! – أسامة القادري
اسامة القادري – مناشير
لا شك أن زيارة أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري الى البقاع الاوسط كانت محط انظار كافة القوى السياسية والحزبية بإعتبار البقاع الأوسط الخزان الجماهيري للتيار “الأزرق”، وغيابه عن الساحة شكل شهية لحزب الله وحزب القوات اللبنانية للغرف من صحنه المتروك، فالزيارة ليست الاولى له منذ تعليق العمل السياسي انما كانت الأكثر دينامية بحرصه لان يلتقي بالكوادر الحزبية والمحازبين والفعاليات البقاعية على مدار يومين متتاليين بعيداً عن اي من القوى والاحزاب السياسية والنواب، فشكلت مشهداً جديدا في الحراك السياسي لم يشهده البقاع منذ ما قبل 2019، فأعادت هذه الزيارة الحرارة الى شرايين “التيار” الممتدة في القرى والبلدات البقاعية بجميع القطاعات والنقابات، المتخثرة بقرار الانكفاء عن العمل السياسي والتنظيمي، لتكون الجولة بمثابة جواب فعلي لكل سؤال عن مصير “المستقبل”، بأن الرئيس سعد الحريري ” راجع” بعد استراحة “المحارب”. والتيار ايضاً عائد الى العمل التنظيمي بعد هيكلة جديدة، وخلال لقاء تنظيمي حاشد له مع محازبي التيار في المنسقية في تعنايل تحت عنوان ” تيار المستقبل الرقم الصعب”، قال أحمد الحريري “ان التيار بعدما سقط منه من سقط وبعدما نظف نفسه من المنتفعين، لم يتبق في صفوفه سوى المناضلين والاوفياء، أصبح لزاماً علينا العمل وخوض الاستحقاقات بكافة جوانبها”.
وتابع ” اليوم نعمل على تحضير نظام داخلي جديد انتم ستكونوا شركاء فيه، ايضاً سنطبق فيه نظام اللامركزية لن يكون حبراً على ورق”. هذا الكلام أعاد الروح بالتيار باعتباره اعلان للعودة بهيكلية وصيغة جديدتين. وأن الإنكفاء مرحلي وليس تمهيداً للموت السياسي.
الزيارة رتبت صياغة جديدة للتيار السياسي وأثبتت رغم ما تعرض له من ترهل ونزف في بنيته التنظيمية والشعبية انه لا زال التيار الاكثر شعبية في الشارع السني
ويقول متابعون ان الزيارة رتبت صياغة جديدة للتيار السياسي وأثبتت رغم ما تعرض له من ترهل ونزف في بنيته التنظيمية والشعبية انه لا زال التيار الاكثر شعبية في الشارع السني، بعد عجز باقي الأحزاب والقوى السياسية على تصدر تمثيلها وملء الشغور الذي احدثه تعليق العمل السياسي، ففي البقاع الاوسط من خلال الاستقبالات واسئلة المناصرين والمحازبين ورغم عتب البعض على ترك الناس لمصيرهم في اعتى الظروف، كان واضحاً تعطش الشارع لعودة الرئيس الحريري الى العمل السياسي وفق رؤية جديدة وادوات جديدة، خاصة انه القيادي الوحيد في المنظومة السياسية اللبنانية الذي اعتكف عن مشاركة تياره في الحكومة والانتخابات النيابية، هذا ما اشعر قاعدته الشعبية بالغبن والضعف و”اليتم” بين قاعدة منظومة قائمة على المحاصصة الطائفية والمذهبية على حساب “حصة طائفتنا”، بحسب ما صرخ البعض بأعلى صوتهم ” نحن أيتام من دون الحريري”، الذي كان يؤمن لهم حصتهم. وهذا ما قاله بالصوت العالي فعاليات البقاع الاوسط لأحمد الحريري بغالبية االمحطات التي زارها “لا يحق لسعد الحريري بإتخاذ قرار قتلنا في بلد قائم على المحاصصات”. وبقدر ما كشفته الزيارة من نجاح في اسننهاض مناصرو التيار، ونجاح المنسق في البقاع الاوسط سعيد ياسين على التواصل مع الجسم التنظيمي لاشراكه في عقد لقاءات مع كوادر التيار من قرية الى اخرى وتجاوز الحساسيات والتجاذبات فيما بينها معتمداً على حضوره الخدماتي.
وفي اطار إخر سجل بقاعيون مستقبليون انتقادهم للزيارة واعتبارهم انها شابها بعض من التناقضات، من باب رفض الحريري دعوة النائب بلال الحشيمي الى الغداء في تعلبايا او زيارته في منزله، بحسب متابعون، ان قرار الحريري يأتي من اعتباره ان الحشيمي من الذين كسروا القاعدة وترشح على لائحة القوات، فيما لبى “الامين العام” دعوة عشاء سياسي على طاولة السيد جورج خزاقة (المرشح لبلدية جديتا) والمحسوب على حزب القوات وبحضور سياسي واضح للنائب جورج عقيص ومنسق القوات في زحلة ميشال فتوش. وتقول اوساط مستقبلية ان نجاح الجولة في البقاع ضربها تلبية الدعوة ، فلم يخف مناصرون ان العشاء الاخير هو “دعسة ناقصة”، لم يصلحها انسحاب عقيص وفتوش من العشاء قبل ان يلقي الحريري كلمته”. وفي اطار موازي اعتبر البعض ان الامين العام لازال يمارس ذات الالية والعمل السياسي وبذات الأدوات، من دون تحديد ثوابت، وبدى ذلك خلال فطور في منزل الدكتور وليد القادري، جمعه مع الوزير السابق جمال الجراح أحد دعائم حركة السنيورة الانتخابية، يضيف المصدر ” المفروض ان لا يكون هناك ميكيالان، الميكيال الذي يمنع دعوة بلال الحشيمي، يمنع دعوة جمال الجراح، ويمنع قبول دعوة قواتي”، يتابع المصدر لا يمكن للشيخ احمد نسف تطميناته للقاعدة الحزبية بإعتماد اللامركزية، في وقت يدخل الى البقاع الغربي المتخم بالجبهات والصراعات السياسية من دون تنسيق مسبق مع منسقية البقاع الغربي مما حمّل البعض جملة من التساؤولات عن هذا الاخفاق والتناقض، خاصة ان منطقة البقاع الغربي وراشيا لها خصوصية تختلف كلياً عن الاوسط.