خبر عاجلمحليات

أبلح ودّعت عريسها الشهيد جورج ابو شعيا في مأتم رسمي وشعبي 

إعــــــلان
إحجز إعلانك الآن 70135365

أبلح ودّعت عريسها الشهيد جورج ابو شعيا في مأتم رسمي وشعبي

مناشير
المطران ابراهيم: ايها الشهيد روحك عصيّةٌ على يد الشر التي امتدت لتمزق بالغدر والحقد جسدكَ
ودّعت بلدة ابلح عريسها الشهيد الرقيب في الجيش اللبناني جورج فيليب ابو شعيا في مأتم رسمي وشعبي حاشد، وترأس الصلاة لراحة نفسه في كنيسة مار جرجس رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم بمشاركة لفيف الإكليروس بحضور النائب سليم عون، العقيد محمد الحلبي ممثلاً وزير الدفاع الوطني موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزف عون، المقدم شربل اسطفان ممثلاً مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، المقدم نبيل الحاج حسن ممثلاً مدير عام امن الدولة اللواء طوني صليبا، الرائد شربل حداد ممثلاً مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم، الملازم حسان غضبان ممثلاً مدير عام الجمارك ريمون خوري، عائلة الفقيد ورفاقه في المؤسسة العسكرية وعدد كبير من اهالي ابلح وبلدات الجوار.
ورثا المطران ابراهيم الفقيد بكلمة مؤثرة جاء فيها.
” وقالَ الرّبُّ: «صوتٌ سُمِعَ في الرَّامَةِ، نوحٌ وبُكاءٌ مُرٌّ. راحيلُ‌ تَبكي بَنيها وتَأبى أنْ تَتَعَزَّى عَنهُم، لأنَّهُم زالوا عَنِ الوجودِ. (سفر ارميا 31:15)
بهذه الكلمات من سفر إرميا النبي نرافق اليوم الشهيد البطل جورج فيليب سالم ابوشعيا في رحلة عبوره الى بيت الآب حيث لا يموت، بل يدخل الحياة. مع هذا الإيمان العميق لا نُخفي النوحَ والبكاءَ المر. ويُعلنُ الربُ من جديد: صوتٌ سُمِعَ في أبلح، نوحٌ وبُكاءٌ مُرٌّ. أهلٌ‌ يبكون ابنَهم ويأبَون أنْ يَتَعَزَّوا عَنهُ، لأنَّهُ ليس بعدُ بالجسد معهم. هذه الآية يذكرها القديس متى في انجيله ليصف عمق الأحزان التي عاشها الأهل لما قام هيرودس الملك بذبح أطفالهم في بيتَ لحم. وها هو هيرودس من جديد يذبح شبابنا دون رحمة وهم يأدون الواجب في الدفاع عن الحق والوطن. يذبحهم لأنهم يمثلون الخير والصلاح، ولأن حُبَّهُم العظيم دفعهم أن يبذلوا أنفُسَهم في سبيل أحبائهم.”
واضاف” في كلّ واحد منا اليوم راحيلُ غارقةٌ بالدموع، كما في كل واحدٍ منّا مريمُ واقفةٌ عند الصليب. خسارتنا كخسارتهن لا تُعوّض. ويعبر سيف في قلوبنا كذاك الذي عبر في قلب مريم. سيفُ الحزن المؤلم يشملنا وليس في الحزن ضيمٌ لأن المسيح نفسه قال لنا: طوبى للحزانى والباكين لأنهم يُعزون. “الرب قريب من منكسري القلوب ويخلّص منسحقي الأرواح”. “البار كثيرة مصائبه والرب من جميعها ينقذه” (مز 34: 18). هذا هو إلهنا، الإله الذي يشفي قلوبنا المنكسرة ويضمّد جراحنا. هو الإله القريب منا. إن الله معنا فاعلموا أيها الأمم وانهزموا، لأن الله معنا. إنه معنا اليوم في هذه الكنيسة، يبكي معنا، وهو لا ينأى بنفسه عن مآسينا.
هو يعرفُ أننا في لوعة لغياب شابٍ بهيِ الطلعة نابضٍ بالحياة. جبينٌ استُشهِد مرفوعاً مزيناً بالغار، أميناً للوطن، مجبولاً بالكرامة والعزّة والحرية. جورج كان سيفاً لامعا وقامة مرفوعةً، خطّ اللهُ على جبينه بحروف من نور: لا تخف ممن يقتلُ الجسد. فروحك عصيّةٌ على يد الشر التي امتدت لتمزق بالغدر والحقد جسدكَ. بإجرامهم عجزوا عن مسِّ شيءٍ مما تمثِلُّه من بطولةِ وقِيمِ وشيمِ المؤسسةِ العسكرية الأبية والمنيعةِ على من يريدون إطفاءَ شُعلةِ أمل جميع اللبنانيين وكَسرِ سيفِ الشرف والتضحية والوفاء. هذه المؤسسة التي رويتها بدمائك يا جورج ستزدادُ صلابة وكرامة وإباء.”
وتابع سيادته ” لقد نثرت عليك أبلح اليوم ورودا وأرزّا وحَمَّلّتِ الدموعَ رثيا لائقاً. معها بكت السماء على بطلٍ رَشَحَ دماً ونادى بإيمانِ مُعلِّمِهِ يسوعَ، قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ مشيئتي بَلْ مشيئتُكَ». هكذا هم الكبار في نفوسهم وإن قلّت سنوهم، يُعلون الحكمة على كمِّ الزمن فتنطبقَ عليهم كلماتُ سفرِ الحكمة الذي قال: أَمَّا الصِّدِّيقُ؛ فَإِنَّهُ وَإِنْ تَعَجَّلَهُ الْمَوْتُ، يَسْتَقِرُّ فِي الرَّاحَةِ. لأَنَّ الشَّيْخُوخَةَ الْمُكَرَّمَةَ لَيْسَتْ هِيَ الْقَدِيمَةَ الأَيَّامِ، وَلاَ هِيَ تُقَدَّرُ بِعَدَدِ السِّنِينَ. وَلكِنَّ شَيْبَ الإِنْسَانِ هُوَ الْفِطْنَةُ، وَسِنَّ الشَّيْخُوخَةِ هِيَ الْحَيَاةُ الْمُنَزَّهَةُ عَنِ الْعَيْبِ. إِنَّهُ كَانَ مُرْضِيًا للهِ فَأَحَبَّهُ، وَكَانَ يَعِيشُ بَيْنَ الْخَطَأَةِ فَنَقَلَهُ. خَطَفَهُ لِكَيْ لاَ يُغَيِّرَ الشَّرُّ عَقْلَهُ، وَلاَ يُطْغِي الْغِشُّ نَفْسَهُ. قَدْ بُلِّغَ الْكَمَالَ فِي أَيَّامٍ قَلِيلَةٍ؛ فَكَانَ مُسْتَوْفِيًا سِنِينَ كَثِيرَةً. وَإِذْ كَانَتْ نَفْسُهُ مُرْضِيَةً لِلرَّبِّ؛ فَقَدْ أُخْرِجَ سَرِيعًا مِنْ بَيْنِ الشُّرُورِ.”
وختم المطران ابراهيم ” باسمي وباسم إخوتي الكهنة أعزّي الأب المجروح فيليب والأم المفجوعة أديبة وأشقاء الشهيد كريستيان (ملازم أول في الجيش اللبناني) والحبيبين مايكل وشربل وشقيقات الشهيد ماري لين (ملازم في الجيش اللبناني) وسيلين وجويا. كما أعزي الجيشَ اللبناني البطل وكل أقرباءِ الشهيد وأصدقائِه. وأعزي بنوع خاص وطننا الحبيب لبنان الجريح الذي ينزف دما كلما خسر شابا من شبابه وابنا وابنة من أبنائه وبناته. المسيح قام! حقا قام!”
وفي نهاية الصلاة القى العقيد محمد الحلبي كلمة قائد الجيش، نوّه فيها بمناقبية الشهيد وتقدم بالتعزية من اهله وذويه. ( الكلمة على الرابط التالي: https://www.facebook.com/watch?v=905670657440001)
كلمة العائلة القاها الشاعر شربل ابو حنا، وعبّر بقصيدة وجدانية عن مشاعر الحزن والإعتزاز بالفقيد الغالي. (الكلمة على الرابط التالي : https://www.facebook.com/melkiteszahle/videos/3370892486500789 )
ولدى خروج النعش من الكنيسة عزفت موسيقى الجيش لحن الموت وأدّت ثلة من الجيش التحية العسكرية ووري جثمان الفقيد في مدافن البلدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى