مؤتمر معراب خدمة للحزب.. وعباءة البخاري لا تغطي الغياب “السني”.. ولماذا غاب السنيورة…؟
اسامة القادري – مناشير
لم يعد خافياً أن “حكيم معراب” يسعى دوماً بشتى الطرق والوسائل لأن يتصدر المشهد في احتواء قوى المعارضة وإحباطها في آن، ليجعل من نفسه رأس حربة تحت شعار مواجهة حزب الله وايران لكونه الشعار الاكثر جاذبية لدى الشارع المسيحي، ويشد العصب الطائفي لدى الحزبين، وبذات الوقت يدغدغ عقول السياديين، هذه المحاولات تعددت بعد تفكيك قوى 14 اذار و”الوشي” بسعد الحريري، للانقضاض على جمهور “المستقبل” بإستقطاب بعض ٱصوات “النشاز”، لمواجهة الحزب انطلاقاً من الخلاف المذهبي “السني الشيعي”، وما بينهما.
وما زاد الطينة بلة اخفاق سمير جعجع الأخير وفشله في تشكيل لقاء معارض جامع ربما تكون المحاولة الأخيرة لتجميع قوى مناهضة لحزب الله، خاصة بعد غياب الحزب التقدمي الاشتراكي (جنبلاط)، ونواب تغييريين ونواب مقربين من سعد الحريري الزعيم السني الأكثر جمهوراً، بما فيها غياب السنيورة او ممثله، لتأتي خطوة السفير البخاري بتقليد جعجع العباءة السعودية المطرزة، لـ”ترقيع” لقاء ولد ميتاً وأخذ طابعاً فئوياً لا وطنياً جامعاً، او بالأحرى محاولة منه لأن يعطي اللقاء شرعية المعارضة الوطنية بعد ان يكون اتى أوكله، ويعوض بها غياب المكون “السني”، في وقت تأتي هذه المحاولة لتغطية اخفاقاته واستئثاره، على وقع حرب ابادة تشن ضد الفلسطينيين وتحديداً ضد أهل غزة ذات “الغالبية السنية”.
لذا لقاء معراب لم يرتق لأن يصل الى “لقاء وطني معارض” كما يحاول البعض أن يعطيه هذه الصفة، خاصة انه أتى في غمرة التوحّش الإسرئيلي في غزّة، وارتفاع منسوب الإشتباكات في جنوب لبنان بين حزب الله من جهة، والعدو الإسرائيلي من جهة أخرى.
فكان اللقاء اشبه بـ”القوطبة” على فكرة رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة بعقد مؤتمر وطني حول القرار 1701، ليتبنى الفكرة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الذي سارع الى تشكيل لجنة مؤلفة من فريق الرئيس السنيورة وحزب القوات اللبنانية، وانخرطت للتحضير للمؤتمر على مدى الأشهر الأربعة المنصرمة، منذ بداية العام الحالي، حيث تم التوافق على خطوط عريضة للمؤتمر وبيانه الختامي، على أن يعقد في العاصمة بيروت، وأن توجّه الدعوات لكل الكتل والأحزاب والشخصيات اللبنانية. وبحسب مصادر مقربة من الرئيس فؤاد السنيورة قالت لـ”مناشير” أن الخطوط العريضة لمسودة البيان الختامي تمحورت حول ثلاث نقاط:
1 – التمسّك بتطبيق القرار 1701 من جميع الأطراف ( حزب الله وإسرائيل) وليس الطرف اللبناني فقط
2 – التمسّك بإتفاق الطائف وتطبيق كافّة بنوده.
3 – مقاربة مسألة النزوح السوري بعقلانية وبعيداً عن إثارة الغرائز والعنصرية.
المفاجأة كانت بتبلّغ الحشيمي عند الساعة السادسة والربع من مساء الجمعة، بإلغاء الموعد باتصال هاتفي اي في اللحظة التي كان يهم فيها للدخول الى مقر جعجع في معراب.