استثمار اميركي في استهداف الحوثي لسفن الشحن الاسـ. ـرائيلية.. لقيادة السيطرة على الممرات المائية…!
استثمار اميركي في استهداف الحوثي لسفن الشحن الاسـ. ـرائيلية.. لقيادة السيطرة على الممرات المائية…!
مناشير
مع تسعير الحرب الاسرائيلية على غزة تستمر أزمة إسرائيل مع الحوثيين، لتأخذ منحاً ينعكس سلباً على حركة الملاحة والتجارة عالميا وعلى منطقة الشرق الاوسط تحديداً، اكثر من انعكاسه على اسرائيل وتأثرها بهذا التوجه اليمني. وادت الى شل الحركة التجارية في البحر الأحمر ما رفع من كلفة التأمين ومن جدوى الإبحار، وهذا ما خلق مبرراً لدى الولايات المتحدة الامريكية لأن تبادر بالرد على صواريخ الحوثيين وتهديداتهم للسفن الاسرائيلية او المتوجهة الى اسرائيل بالاستثمار في هذه الأزمة، لتعمل على استدراج دول عالمية لتشكيل ائتلاف دولي من 10 دول بقيادة واشنطن للسيطرة على المضائق والملاحظة البحرية تحت ذريعة تأمين “الممرات المائية” ومن ضمنها سفن إسرائيل التجاريّة.
هكذا.. بدلا من انعكاس الحراك الحوثي في موضوع استهداف السفن المتوجه الى اسرائيل، ايجاباً على المقاومة الفلسطينية في غزة، لتخفيف الضربات الإسرائيلية على المدنيين، واذ تنعكس سلباً على كامل المنطقة، بل بدأ انحراف الرأي العام العالمي المناهض لاجرام إسرائيل نحو الضغط على القيادات السياسية الدولية لتأخذ منحاً خطيرا نحو احكام السيطرة والتحكم بكافة الممرات المائية.
لذلك أعلنت شركتي بي. بي. البريطانية وإيكوينور النرويجية وقف نشاطاتهما في المنطقة، وهذا طبعاً يؤخر تدفقات مصادر الطاقة من الخليج باتجاه أوروبا وأميركا دون أي مبرر أمني. نتيجةً لذلك، ارتفعت أسعار الغاز في أوروبا بنسبة 13%، بينما قفزت أسعار النفط بنسبة 8% خلال أسبوع واحد.
وفي ذات الوقت والسياق قامت لجنة الحرب المشتركة في بريطانيا، التي تقدم المشورة الأمنية لشركات التأمين، بتوسيع الرقعة التي تعتبرها «شديدة المخاطر» داخل البحر الأحمر. وهذا ما رفع كلفة التأمين البحري لجميع السفن التي تعبر البحر بأكثر من 10 أضعاف، ما جعل الإبحار عبر المنطقة قليل الجدوى اقتصاديًا، مقارنة بالمسارات البحرية البديلة.
وكان سبق كل هذه الخطوات إعلان ستة من كبرى شركات الشحن الغربية والتايوانية وقف نشاطها في البحر الأحمر بشكل كلي، رغم أن هجمات الحوثيين استهدفت السفن المتجهة إلى إسرائيل حصراً. ولان هذه الشركات تستحوذ على أكثر من نصف حركة الشحن العالميّة، ما تسبب بزيادة كلفة الشحن عبر البحر الأحمر بنسبة 62%.
لم ينفع رد «كبير المفاوضين» لدى الحوثيين، محمد عبد السلام، أن التحالف البحري لا داعي له أساساً»، لكون الإبحار آمناً ومتاحاً للجميع باستثناء السفن الإسرائيلية أو تلك المتجهة إلى إسرائيل. لكن هذه التطمينات لم تحل دون التعامل مع الحوثيين كتهديد لحركة الملاحة برمتها.
على الاثر سارعت أباطرة الشحن للمطالبة بالتدخل العسكري، وذلك عندما طلبت رابطة «بيمكو» التي تمثل أباطرة شركات الشحن، في بيان رسمي «تحييد المخاطر في البحر الأحمر بالأدوات العسكريّة» من خلال تدخل دولي. وتجاهلت الرابطة حصر الحوثيين استهدافاتهم بالحاويات المتجهة إلى إسرائيل، واعتبرت أن الاستهدافات تهدد كل حركة الملاحة في المنطقة، والتي تمثل 30% من حركة الحاويات العالمية