نتنياهو والبقاء من خلال الحرب
عمر معربوني | باحث في الشؤون العسكرية والسياسية
كان معروفا ومؤكدا ان نتنياهو بعد توقيع اتفاق وقف النار في غزة سيبدأ في تكثيف العمليات العسكرية في الضفة الغربية .
– ربطا بما قاله دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية ان ” اسرائيل ” صغيرة ويجب توسيع مساحتها كان يُعطي نتنياهو الضوء الاخضر للبدء بعمليات واسعة لتوسيع مساحة الكيان الاسرائيلي في مناطق حيوية وهامة وتحديدا في الضفة الغربية وسورية ومستقبلا في غزة ولبنان .
– ١ – بعد سقوط نظام الرئيس بشار الاسد بساعات بدأ الجيش الاسرائيلي بالتقدم الى المنطقة العازلة ( منطقة فض الاشتباك ) بالتزامن مع اوسع عملية قصف لقدرات الجيش السوري استمرت لأيام وصفت بانها من اكبر عمليات الاستهداف وقضت على معظم قدرات واسلحة الجيش السوري الاستراتيجية ، ليعلن الجيش الاسرائيلي بدء عملية تحت اسم ” سيف باشان ” وباشان هي مملكة يهودية في البعد التوراتي تمتد من جبل الشيخ مرورا بسهل حوران وصولا حتى اللجاه وتغلق الحدود السورية – الاردنية من الشرق والجنوب كمقدمة لانشاء ” ممر داوود ” للربط بين الجنوب السوري وشمال شرق سورية ( منطقة السيطرة الكردية ) . علما ان القوات الاسرائيلية باتت تسيطر على اهم مصادر المياه في الجولان وحوض اليرموك وبدأت في تثبيت قواعد عسكرية كموطيء قدم متقدم لاستكمال الخطة لاحقا بالتوازي مع السيطرة على كامل التلال الممتدة من الجولان حتى اعالي مدينة قطنا في سورية ( يبعد اول مركز اسرائيلي ١٢ كلم عن اوتوستراد بيروت دمشق عند بلدة الديماس ) علما بان هذا التموضع يمكن الجيش الاسرائيلي من التقدم لاحقا الى الطريق الدولي والالتفاف نحو لبنان والتقدم عبر معبر المصنع وقطع الطرقات بين البقاعين الشمالي والغربي .
– ٢- في الضفة نحن امام معركة ربما تستمر لسنة سيتم خلالها السيطرة الفعلية على كامل الضفة الغربية والهدف هو سحق المقاومة وشل السلطة الفلسطينية تمهيدا لاكبر عملية ترحيل باتجاه الاردن واستيطان الضفة التي هي اساس الحلم الاسرائيلي ( يهودا والسامرة ) .
– ٣- غزة ستكون هدفا مؤكدا بعد الضفة وكذلك لبنان لكن الاولوية الاسرائيلية باتت السيطرة على المناطق الحيوية في سورية والضفة .
خلاصة : ما يحصل خطير جدا خصوصا ان لدى الاسرائيليين ضوءا اخضر من ترامب اقله لمدة اربع سنوات حيث كان فاقعا ما قاله ترامب لجهة صنع السلام بالقوة وهو ما يجب التنبه منه لادارة المواجهة التي لم تنتهي بعد .
