الذكرى العشرون لاغتيال رفيق الحريري: تحولات إقليمية وتطلعات نحو عودة “الحريرية السياسية”
كتب غصوب جراح في مناشير:
تحلّ الذكرى العشرون لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسط تغييرات جذرية في المشهد الإقليمي، لا سيما مع خروج سوريا من حقبة الطغيان ودخولها مرحلة انتقالية نحو شرعية سياسية واقتصادية جديدة. هذا التحول التاريخي يُزيل إرث النظام السابق الذي أساء إلى أرض الياسمين، ليُعيد الأمل لشعبها وللمنطقة.
كان الرئيس الشهيد يعتبر سوريا بمثابة وطنه الثاني، حيث آمن بضرورة تحقيق التكامل الاقتصادي والسياسي بين لبنان وسوريا. وفي رؤيته المستقبلية، اعتبر الحريري أن لبنان دون سوريا أشبه بجزيرة معزولة في قلب الشرق، لذا عمل على تعزيز العلاقات بين البلدين بما يخدم نهضتهما معًا.
عودة “تيار المستقبل” وتحضير لمرحلة جديدة
في الفترة الأخيرة، شهد “تيار المستقبل” نشاطًا ملحوظًا في الاستعداد لمرحلة سياسية جديدة. الجهود التنظيمية التي تقودها المناطق والمنسقيات تعكس التحضير الدقيق لإحياء ذكرى 14 شباط بأسلوب مميز، خاصة بعد سقوط النظام السوري السابق، مما أعاد إلى الأذهان روح حركة 14 آذار وتطلعاتها إلى لبنان أفضل.
يعد تاريخ 14 شباط 2025 محطة رمزية ومفصلية. فهو اليوم الذي يتجدد فيه العهد والوفاء للرئيس سعد الحريري، الذي طال انتظاره للعودة إلى وطنه وقيادة تيار المستقبل بسياسة متجددة. ومن المتوقع أن يشهد هذا اليوم انطلاق مؤتمر وطني يعقد في البقاع الغربي، ليكون منصة لإطلاق رسالة التيار الجديدة. ورغم أن هذا المؤتمر كان مخططًا له في وقت سابق، إلا أن الظروف السياسية والأمنية حالت دون انعقاده.
نهاية العقبات وانطلاقة جديدة
على مدار 17 عامًا، واجه الرئيس الحريري تحديات كبرى، إلا أن معظم هذه العقبات تلاشت اليوم. القوى التي كانت تقف في وجه مشروع الحريري السياسي أصبحت خارج المشهد الإقليمي، وسقطت في دائرة النسيان، ما يعيد الأمل في إعادة بناء لبنان على أسس سياسية واقتصادية حديثة.
عودة الحريري والسياسة الإقليمية
أطلق الأمين العام لتيار المستقبل، الشيخ أحمد الحريري، بالأمس شعارًا جديدًا يعكس طموح التيار للعودة بقوة إلى الساحة السياسية، وهو: “بالعشرين عساحتنا راجعين”. هذا الشعار يتجاوز كونه دعوةً سياسية عادية ليصبح رسالة تحمل في طياتها أبعادًا وجودية تهدف إلى إحياء نهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري وإعادة ترسيخ رؤيته الوطنية في المشهد السياسي اللبناني.
بعد غياب “الحريرية السياسية” لسنوات، تتجه الأنظار نحو مؤتمر إقليمي ودولي قد يفتح الباب لعودة الرئيس سعد الحريري إلى الحياة السياسية، ويضع الأساس لمرحلة جديدة في لبنان، تبدأ بانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
تلك العودة ليست مجرد شأن داخلي، بل تأتي في سياق تحولات إقليمية تعيد رسم خريطة المنطقة، مع أمل أن يحمل المستقبل للبنان وشعبه استقرارًا وازدهارًا طال انتظارهما.