منظمة العمل تدين العدوان الاميركي ـ الاسرا..ئيلي على ايرا.ن: الادعاءات أتاحت لقوى الهيمنة تدمير الدول ومقدرات الشعوب
مناشير
أصدر المكتب التنفيذي لمنظمة العمل اليساري الديمقراطي العلماني ولمناسبة العدوان الاسرائيلي على ايران البيان الآتي نصه:
بلغت العربدة الاسرائيلية ـ الاميركية حداً غير مسبوق في إطار استراتيجية السيطرة على المنطقة بلداناً وشعوباً، وذلك من خلال الهجوم الذي شنته مئات الطائرات الاسرائيلية على ايران، مستهدفة القيادات والمواقع العسكرية والعلماء ومعامل التخصيب النووي وغيرها، ما وضع المنطقة بأسرها أمام مرحلة جديدة من التصعيد الذي لم تعرفه قبلا. وهو تصعيد يتم في سياق الحرب المفتوحة والمتعددة الاشكال التي يخوضها الثنائي الاميركي ـ الاسرائيلي على المنطقة بأسرها، خصوصا الشعبين الفلسطيني واللبناني. وقد تكفلت الإدارة الاميركية تزويد دولة الاحتلال العنصرية بكل ما تحتاجه من تغطية سياسية وآلة حرب متفوقة.
إن منظمة العمل اليساري التي تدين هذا السلوك التدميري والذي يستهدف اخضاع ايران والمنطقة بأسرها لإرادته، تعلن في الوقت نفسه رفضها لسياسة الهيمنة التي اعتمدها النظام الايراني متوهماً أن امتلاك السلاح النووي يضع بلاده في مصاف الدول الكبرى. وهي الاوهام التي فتحت الباب للادارة الاميركية واسرائيل لتنفيذ مخططات تدمير مقومات صمودها السياسي والاقتصادي والعلمي والحضاري. وترى المنظمة أن إدعاءات النظام الايراني وأذرعته حول قدراتهم العسكرية على المواجهة والانتصار، شرَّعت ابواب التلاعب بجغرافية دول المنطقة ومصالح شعوبها. لقد دفعت شعوب المنطقة العربية كما الشعب الايراني غاليا ثمن هذه الإدعاءات، التي رأى فيها الاستعمار الاميركي وتابعه الاسرائيلي ذرائع لحربهما العدوانية تحت راية كبح جماح النفوذ الايراني في المنطقة.
إن التدمير الذي عاناه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية وكذلك في سوريا واليمن نتاج الحرب الاميركية ـ الاسرائيلية، والمغامرات التي دفعت شعوبنا ثمنها الفادح. ولا شك أن لبنان في جنوبه وبقاعه وضاحيته الجنوبية وما تعرض له من تدمير خلال 18 شهراً هو حصيلة نتائج السياسات الاميركية ـ الاسرائيلية، والتلاعب بأوضاع دول المنطقة، واعتبارها مجرد ساحات لتقاسم الهيمنة والنفوذ عليها ومصادرة قرارها والتحكم بحاضرها ومستقبلها. إن استمرار المجازفة بالمصالح الوطنية، يسهّل للولايات المتحدة واسرائيل إعادة رسم صورة الشرق الاوسط الجديد كما تطمح له ووفق ما يلبي مصالحها.
إن المنظمة إذ تطالب الدولة اللبنانية بأن تتحمل مسؤولياتها الوطنية لحماية لبنان. فإنها ايضاً تدعو سائر القوى السياسية اللبنانية للحؤول دون جر البلاد إلى مغامرة جديدة من شأنها أن ترتد سلفاً تدميراً لما تبقى من مقدراتها. خصوصا وأن ركام المواجهة السابقة مازال جاثما على صدور اللبنانيين وخصوصا أبناء القرى والمدن والبلدات الذين تضرروا ودمرت ممتلكاتهم ومصادر عيشهم، جرَّاء المجازفات غير المسؤولة، هذا عدا الخسائر البشرية الفادحة التي تقدر بالالوف من أبناء الوطن وشبابه والتي لا تقدر بثمن.
إن منظمة العمل اليساري الديمقراطي العلماني اذ تعلن التضامن مع الشعب الايراني وشعوب المنطقة وتؤكد رفضها المغامرات بمستقبلها، وتهيب بالقوى الحية رفع صوتها في إدانة “البلطجة” الاميركية ـ الاسرائيلية، وتدعو شعوب المنطقة إلى امتلاك قرارها بأيديها والدفاع عن حاضرها ومستقبلها.
بيروت 13 حزيران 2025
المكتب التنفيذي لمنظمة العمل
اليساري الديمقراطي العلماني
