خبر عاجلفسحة ثقافةمقالات

في الذكرى الـ 49 على تدمير كفرشوبا.. “قرية من عمر الزيتون”…! – عفيف دياب

إعــــــلان
إحجز إعلانك الآن 70135365
في الذكرى الـ 49 على تدمير كفرشوبا.. “قرية من عمر الزيتون”…! – عفيف دياب
مناشير
 كتب الزميل عفيف دياب على صفحته على الفيس بووك
كانون الثاني 1975
كانون الثاني 2024
49 عامًا على تدمير #كفرشوبا
الحكاية ليست قضية قرية وسيرتها.  هي أبعد بكثير من عدوانية قصف أو صاروخ موجه القي بحقد من مقاتلة حربية.
 الحكاية باختصار.. سقف بيتٍ وحجارته المصقولة بإزميل المعلم مرعي، والمحمولة فوق اكتاف المعلم جميل الصاعد  درجات السلم الخشبي بتأنٍ ليضع الصمّ المحمول فوق حارة صارت جداراً نال علامة رضا من  المعلمين فيصل وذياب.
 الحكاية هي.. تحطيم أمهاتنا للحجارة وتكسيرها لتصبح  بحصاً يتراكم كحبات الزيتون،  فيتمدد السقف هانئاً فوق الجداران المصقولة.
 هي جزمات ابائنا الغارقة في الرمل والأسمنت، وحصى تسللت إلى بياضها  فنزفت اقدامهم اليسرى قطرات حمراء لونت سقوف بيوتنا.
الحكاية ليست منزلاً، أو منازل تهدمت بصواريخ حاقدة.
 هي غرف متلاصقة شيدت على عجل، ومطبخ نحت في جوف صخرة كبيرة صارت مخبئاً سرياً لمخازن الرصاص.
هي  موقدة حطب يتحلق حولها “الأساتذة” .. وقصصهم في دور المعلمين المستحدثة، وقناني النبيذ يفتتحونها “خبطاً” فوق وسادة من صوف الأغنام.
 وهي جدلهم السياسي بحثاً عن بصيص حلم وإن كان في خرم إبرة في اقاصي الأرض.
هي “فلسطينهم” وحكايات جداتهم عن سهل الحولة وعروسها الخالصة* وتاجها رمان الجليل!
 هي.. حواراتهم حول بعث نقي أم متخاذل؟ شيوعية أممية صماء عرجاء متقاعسة أم عدالة اجتماعية، أم هي جمال عبد الناصر وأحلام يقظته وسده العالي و”خلي السلاح صاحي”.
هي حكاية أم فهد يوم خبأت #ياسر_عرفات في جوف صخرة المطبخ.
هي تسلل #جورج_حبش ليلاً بلا قناع، ونومه القلق فوق حصير من قش ووسادة من قشور القمح.
هي الخبز المرقوق للنائمين في مغاور التلال، و”طبخات” المجدرة والزيتون.
 .. هي بحث ونقاش حول مصير مطحنة ومعصرة ومدرسة واشجار الزيتون والسنديان.
الحكاية ليست منزلاً، ولا اسقف تهدمت، ولا هي شجرة سنديان أُحرقت أو شجرة توت صارت خيطاً.
هي ليست شجرة زنزلخت تعبت من ظل كراسي القش وطاولة النرد أو من “سروة” شامخة، أو من حقل سماق لم يُحرث، ولا من حكايات الرعيان وصدى التعب والعتابا.
 هي الوضوء قبل الصلاة في صفوف متراصة على انقاض “شرفة نادي الضيعة”**.
هي  أبعد من صاروخ حاقد، واكبر من جدران منازل تهدمت وقرميد  تناثر قانياً .
الحكاية .. هي  “مصطبة” العابر إلى أرض البرتقال وحقول أجدادنا في طبريا.
 وهي قبل هذا الطارىء أو ذاك السابق قرية من عمر الزيتون.
(عفيف دياب)
‐—
 *مدينة الخالصة الفلسطينية
**وصف اطلقه السيد #هاني_فحص على ساحة القرية وشجرة سنديانها التي احرقتها الطائرات المعادية في كانون الثاني 1975

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى