رجب الطيب إردوغان رئيساً للجمهورية التركية؟
مناشير
تشكل الانتخابات التركية العامة والرئاسية التي ستجري في 14 أيار2023 منعطفاً تاريخياً منذ تأسيس الجمهورية التركية على يد مصطفى كمال أتاتورك.
تنبع تلك الأهمية، كون نتائج الانتخابات سترسم الملامح الجيوسياسية والجيوستراتيجية الجديدة للمنطقة في ظل التنافس (الأميركي – الصيني والروسي)، ما سيؤثر في حساب الدول وبالتالي سيرجّح كفة موازين القوى لصالح من ستكون.
تلعب #تركيا دوراً هاماً في كافة المجالات الاقتصادية والأمنية والسياسية إقليمياً ودولياً، وخاصة كونها تشكل ممراً تجارياً عالمياً وسط قارتي آسيا وأوروبا.
وفي ظل التنافس المحموم بين كل من المعارضة والموالاة، يحظى الرئيس رجب الطيب إردوغان بشعبية واسعة، ويشكل علامة فارقة في تاريخ تركيا الحديثة. وفي المقابل تسعى المعارضة (طاولة الستة) في حال فوزها للعودة إلى النظام البرلماني، ويظهر زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدارأوغلو الذي أعلن عبر حسابه على تويتر منذ أيام “أنا علوي” منافساً ضعيفاً أمام إردوغان (الرجل الحديدي) الذي يصمم وينفذ، كما أن خارطة التحالفات والتناقضات داخل المعارضة نفسها أفقدها الثقل، ما سينعكس شعبياً في تشتيت الأصوات لصالح إردوغان وحزب العدالة والتنمية.
لقد قاد إردوغان “تركيا” منذ توليه منصبه الرئاسي إلى نهضة اقتصادية شاملة، فكان أول رئيس تركي ينتخب من الشعب بالاقتراع المباشر، ما أكسبه قوة شعبية ضخمة نظراً لشخصيته الصارمة والحاسمة ومواقفه الإقليمية والدولية التي جعلت منه قوة قاهرة في وجه الداخل والخارج، الأمر الذي تسبب بمحاولة انقلاب فاشلة للإطاحة به في العام 2016، ما يدل ويبرهن على مدى قوته وقدرته وصلابته في موقعه، ويشكل تهديداً لمنافسيه.
بالإضافة إلى الإجراءات السريعة التي قام بها إثر كارثة الزلزال المدمر في 6 شباط 2023 والتي ضربت 11 ولاية، من بدء الإعمار لتسليم المنازل للمواطنين خلال عام واحد، والمساعدات التي قُدمت للأسر، ناهيك عن سلسلة من الإجراءات المتعلقة بمضاعفة الحد الأدنى للأجور، وتطوير الصناعات العسكرية والتكنولوجية، ما حقق قفزة كبيرة خاصة بعد الكشف عن المقاتلة الوطنية من الجيل الخامس “كآن” بالإضافة إلى السيارة الكهربائية محلية الصنع، وافتتاح مشاريع جديدة، وعقد اتفاقيات التعاون السياسي والاقتصادي على الصعيد الإقليمي والدولي بشكل مكثف، بالإضافة إلى موافقة تركيا على انضمام فنلندا إلى عضوية حلف الناتو، إلا أن “الملف السوري” يبقى حجر عثرة في هذه الانتخابات، التي تحاول المعارضة الاستثمار فيه لصالحها وكسب التأييد الشعبي حول إعادة السوريين إلى بلدهم، في المقابل تصدى له إردوغان بالإعلان عن خطة ومشروع يتيح العودة الطوعية لمليون سوري إلى بلادهم بدعم من المنظمات المدنية التركية والدولية.
فمن المرجح، وفق السياق العام لحكمه والمؤشرات الإقليمية والدولية إلى فوز الرئيس رجب الطيب إردوغان في منصب الرئاسة وخسارة عدد من الأصوات في الانتخابات النيابية لصالح المعارضة، وبالتالي سنشهد على مرحلة مفصلية في حياة الجمهورية التركية.