خبر عاجل

بالفيديو والصور : معمل “كرتون” يتحول الى محرقة للنفايات في البقاع والسموم تقتل الأهالي بحماية سياسية – اسامة القادري

إعــــــلان
إحجز إعلانك الآن 70135365

بالفيديو والصور : معمل “كرتون” يتحول الى محرقة للنفايات في البقاع والسموم تقتل الأهالي بحماية سياسية

 

 

مناشير – أسامة القادري

انها “الغابة” المحكومة بمنظومة الفساد.. وهي تتلطى خلف سلطان “التعطيل”، يشتد عصب الفوضى وتجار الأزمات المحمية بـ”المربعات السياسية” في بلد ملعون بسياسييه وحكامه من اعلى الهرم حتى القاعدة.
منذ نحو 5 سنوات بدأ اهالي منطقة حوش قيصر في الجهة الشرقية الجنوبية في مدينة قب الياس البقاعية يحصدون الأمراض الصدرية وارتفاع معدل المصابين بأمراض سرطانية وتشوهات خلقية، متهمين معمل سيكومو لتصنيع الكرتون،
المسبب الرئيسي بالأضرار الجسدية والمرضية والانمائية عليهم وذلك بعد تحوّل جزء منه الى محرقة للنفايات على انواعها، خلافاً للقوانين وبعيداً عن المواصفات المعتبرة لمثل هذه الأعمال التي تؤثر مباشرة على السلامة العامة والبيئة، وعلى مياهنا الجوفية ومياه الانهار لوجوده بالقرب من نهر “جعير” والذي يصب فيه صرف المعمل الصناعي ورواسب المحرقة ومخلفاتهما لينتهي في نهر الليطاني.
هذا المعمل بحسب الشروط القانونية له “المفترض انه يعتمد على المخلفات الورقية والكرتونية” ، واذ به من خلال المعاينة والصور والفيديو الذي قام موقع مناشير بتصويره ورصده حديثاً منذ أقل من اسبوع، تبين من خلال المعاينة النظرية ان أطنان من النفايات المكدسة والجاهزة لادخالها المحرقة، هي عبارة عن نفايات من الحيوانات النافقة ونفايات المسالخ والمطاعم، ومن النفايات الطبية والصناعية والبلاستيكية والكوتشوكية بما فيها دواليب السيارات.
جميعها تستقدم بعد جمعها من كل لبنان ليتم معالجتها بالحرق مما يتسبب بانبعاث غازات سامة وروائح نتنة وكريهة على الاهالي الذين لا يبعدون عنه سوى امتار قليلة لا تتجاوز ال 50 متراً.
وخلال مواجهة مناشير لادارة المعمل، ثار غضب الادارة وعمد مديرها ميشال أيوب تهديد الصحافي اسامة القادري بالحساب بحال قام بنشر الفيديو والصور.

 


مصدر متابع أكد ل”مناشير” أن الأهالي كثيرا من احتجوا على عمليات حرق النفايات في المعمل، وعلى الية عمل المحرقة دون مراقبة دائمة، ما يجعلها تتسم بالعشوائية، سرعان ما يتم التدخل من قبل جهات سياسية محسوبة مباشرة على رئيس تيار سياسي، فيعمد على احاطة الموضوع بكثير من الدعم للمعمل وطمس اي احتجاج من خلال تسويات مع المحتجين تقوم على وعود وتسويفات لتقطيع الوقت.
أما بعدما “صار الفاس بالراس” وازداد المصابين بالسرطان ومواليد مشوهين خلقياً، أصبحوا ملزمين بوقف هذه المحرقة مهما لزم الامر.

شهادات الأهالي

يحمّل أهالي حي حوش قيصر في قب الياس كامل المسؤولية في المشاكل الصحبة التي نعاني منها على المعمل، لما يصيب الاهالي من امراض سرطانية وتسبب بوفيات لابناء الحي جراء هذه السموم المنبعثة.
الاهالي منذ نحو اسبوع قاموا بالاعتصام ودخلوا المحرقة وعمدوا على اقفالها، فقامت ادارة الشركة بابلاغ القوى الامنية والعسكرية وفتح تحقيق بالاشكالية وسجلوا ادعاء مطالبين وقف هذا المعمل فورا لأنه اساسا لم يلتزم ابدا بالانذارات التي وجهت اليه عبر البلدية وحلت حبياً و”ببوسة دقن”.
يؤكد أحد وجهاء الحي وعضو مجلس بلدي سابق محمود المحمود، يقول مشكلتنا ليست في المعمل كمعمل، انما في المحرقة والتي أنشأت في 2011 وتم تشغيلها عام 2012، منذ ذلك الوقت وسّع المعمل خلافاً للقانون، لأن الشركة أقيمت في منطقة صنفت سكنية ومنع على شركة “سيكومو” التوسع، وذلك واضح خلال عهد رئيس بلدية قب الياس السابق فياض حيدر، لم تقبل البلدية بانشاء المحرقة الا بموافقة الاهالي، وما حصل أن الاهالي وافقوا اقامة هذه “المحرقة” بناء لدراسات وتعهدات أن تكون تتوافق مع الشروط البيئية العالمية، وبالفعل حصل اتفاق بحضور رئيس البلدية حينها الراحل فياض حيدر، وأعضاء المجلس البلدي ضافر مرعي، وعبدو حمود ومحمود المحمود، وعن الشركة رئيس مجلس ادارتها كريم حداد والمدير ميشال ايوب، وتم الاتفاق على التوسع استثنائياً لمرة واحدة وان تكون بمواصفات عالمية وبفحص دوري وان يغذي هذا المشروع الحي بالكهرباء 24 / 24 ساعة في اليوم، وبحال وقع الخلل وتراجعت المواصفات الصحية والبيئية يتم توقيف المحرقة.
وللأسف منذ فترة طويلة ونحن نراجع البلدية وعبرها المعنيين بالمعمل اعتراضاً على الضرر اللاحق بصحة ابنائنا وأهلنا جراء الانبعات من روائح كريهة والدخان وما ينجم عنها من أضرار صحية، حتى ان الاهالي مفروض عليهم ان يدفعوا ثمن تصدعات وحفريات الطريق المؤدية الى منازلهم وتحولها الى خنادق نتيجة عبور الشاحنات عليها محملة بعشرات الأطنان يومياً، وللأسف يتم التدخل من قبل البلدية و”الاجاويد” لفض الاشكال ببوسة دقن وتعهد شفهي بتسوية الوضع، وبعد فترة نعود من جديد الى المعاناة ولحس كل التعهدات والوعود.

يرجح المحمود أن تكون روائح النفايات ودخان احتراقها في المعمل هو سبب الوفيات الناتجة من الامراض السرطانية التي بدأت تنتشر بين الاهالي منذ نحو خمس سنوات، والامراض الصدرية والتشوهات الخلقية للمولودين الجدد، وازدياد هذه الحالات منذ انشاء المحرقة، حتى بدأنا نفقد الخدج.
ومنذ سنتين بدأت تتكرر هذه النتائج خاصة للقاطنين في محيط المعمل عدا عن الروائح الكريهة التي تنغص علينا حتى السهرات اما ديارنا ولا حتى بفتح الابواب او الشبابيك بعز الصيف.

يؤكد الاهالي انهم بصدد رفع دعوى بحق المعمل لما له من انعكاسات صحية بيئية على صحتهم ويسبب وفيات بامراض سرطانية وصدرية.
أحمد المطر يؤكد أن لا مشاكل صحية عنده او عند زوجته، او اهله واهلها، قال “زوجتي كانت حامل في الشهر الثامن صار عندها عارض صحي ادخلت الى المستشفى، وتوفي الجنين بسبب نقص في الرئتين، وعدم اكتمال النمو.

الطب والعلم

أحد الأطباء قال ان غالباً ما يكون سبب عدم نمو الرئتين عن الجنين، هو نتيجة تنشق الهواء ملوث، وللتوضيح والتدقيق دون تجني، قال ” للحسم المنطقي والعلمي نحتاج الى خبراء بيئيين وصحيين يقومون بفحص الملوثات جراء حرق جيف الحيوانات، والبلاستيك والكاوتشوك والنايلون، وغيره من النفايات الطبية ويعمدوا الى فحصها لا الاكتفاء بفحص الغازات المنبعثة جراء احتراق مخلفات الورق والكرتون.
يجمع الاهالي الذين تجَمعوا في دارة محمود المحمود ان طلبهم هو توقيف هذه المحرقة بالكامل، وتعبيد الطريق لان الشاحنات التي تعبر عليه يوميا حولته الى خنادق مؤذية لسياراتنا ولابنائنا خاصة في الشتاء.

محامي شركة سيكومو

أما من جهة معمل سيكومو، وحول موضوع المحرقة، استغرب وكيل الشركة القانوني المحامي تركي عراجي، ما يتم الحديث عنه بخصوص الاضرار البيئية الناجمة من المحرقة، واعتبرها “حملة ممنهجة ومنظمة بحق الشركة دون وجه حق من جيران المنشأة الصناعية وأبناء محلة حوش قيصر في خراج بلدة قب الياس، لافتقار حملتهم الى أسس علمية وبيئية وصحية، وقال لا يعقل أن تمنح الشركة كافة التراخيص القانونية من الوزارات والمراجع المختصة وأن تحوز على التصنيفات من المراجع والمؤسسات الدولية المعنية بالشأن البيئي في حين يتهم القيمين على ادارتها بأنهم لم يراعوا الشروط والمعايير البيئية ويزعمون بأن المحرقة أفضت الى تلوث بيئي والى نشر الامراض والاوبئة بين الاهالي سيما وان المحرقة أنشئت في العام 2010 ووضعت قيد العمل في 2012 واستحصلت على تراخيص وزارة البيئة في العام 2013 كونها مراعية لكافة معايير السلامة البيئية لا سيما المعايير الأوروبية والأميركية”، وتابع عراجي أن الهدف من انشاء هذه المحرقة بادئ الامر كان للتخلص من النفايات العائدة لمصنع تدوير الكرتون والورق حيث انه لم يكن آنذاك بإمكان المكبات والمطامر لدى البلديات استيعابها وذلك من سنة 2005 والى حين تشغيل تلك المحطة, وتكدست حينها المرفوضات بشكل عشوائي في ارض الشركة الكرتون مسببة تشويه نظري وبيئي للمحيط الى حين تمكنت الشركة من التخلص من هذا الكم المتراكم من النفايات على مر الاعوام السابقة في العام 2016 ومن بعدها بوشر العمل باستقبال نفايات مفروزة من معامل فرز النفايات المنزلية التي تسمى ب “الوقود البديل” او ما يعرف ب-RDF (Refuse Derived Fuel) دائما” بإشراف وزارة البيئة وبشرط تفريغها داخل مبنى مغلق ومجهز بتهوئة دائمة مع تعقيم الهواء ومعالجة العصارة الناتجة عنه”.


وشدد ان الشركة ملتزمة على الدوام رفع تقارير دورية لوزارة البيئة تبين كيفية التخلص السليمة من “الوقود البديل” وعن وضع كافة الأجهزة المراقبة للانبعاثات بإشراف مستشار بيئي معتمد من قبل الوزارة و شركة APAVE-FRANCE ومراقبة نوعية المياه الجوفية خاصة وان الارشادات العامة تمنع الشركة من تخزين نفايات عضوية في الهواء الطلق لعدم خلق ازعاج للجوار وتحللها نحو المياه الجوفية فيتم ادخال الشاحنات مباشرة الى المخازن المخصصة لها قبل تعقيمها وإدخالها الى الافران العاملة على حرارة 1200 درجة مئوية مما لا يخلق ملوثات سامة، وأشار المحامي عراجي أيضا الى أن الامر لا يخلو بعض الشيء من انبعاث الروائح الكريهة بشكل ظرفي ومؤقت خلال استلام بعض الشاحنات المحملة بالنفايات المفروزة ومرورها امام الشركة قبل إدخالها المستودع المذكور أعلاه, و هي كناية عن روائح تحلل نفايات منزلية لامست الRDF قبل فرزها بمعل البلدية كون المتعهدين يرفعون النفايات مرة واحدة او مرتين فقط في الأسبوع لأسباب تمويلية مؤكدا على خلوها من أية مواد عضوية و فوط صحية و أشلاء حيوانات نافقة أو جيف لان تلك المواد تؤذي عملية الحرق و لا فائدة من استخدامها ولا تحقق الغرض المنشود.
وأكثر من ذلك يؤكد المحامي عراجي على أن بعض الصور التي يتذرع بها أبناء الحي السكني المجاور للشركة هي قديمة جدا” وتعود للأيام التي كانت النفايات موزعة عشوائيا” قبل القيام بالتخلص منها بالمحرقة وحاليا تم تنظيف المنطقة بالكامل منذ زمن طويل ولا ينبعث اي سحاب اسود من المحرقة خلال الحرق اطلاقا خلافا لما يشاع عن صور قديمة ملتقطة منذ العام ٢٠١٥ وهي عائدة للمرجل البخاري العامل على الفيول اويل FUEL OIL سابقا ناتجة حينها عن تسلم مواد مغشوشة من منشاّت الدولة كون المحرقة مجهزة ببطارية فلاتر حديثة جدا” ومتطورة موافق عليها من البنك الدولي ومن المستحيل ان ينبعث من داخونها أي دخان والانبعاثات تبقى 24/24 دون نصف السقف المسموح به دولياً ولا تشكل أي ضرر صحي او بيئي ولدينا كافة المستندات التي تؤكد هذا الشرح.
وقال” ان الشركة جاهزة دائماً لتقديم أي معلومة وبكل شفافية في سياق اراحة النفوس وتهدئة الوضع واننا بصدد مراجعة القضاء المختص للاستحصال على قرار قضائي يمنع مستقبلا التعرض للشركة وايقافها قسرا عن العمل والحاق أفدح الاضرار المادية والمعنوية بها ووضع مصير مئات العاملين في مهب الريح في حال استمرار الاقفال وتكليف خبير محلف لدى المحاكم متخصص بالشؤون البيئية والصناعية للتحقق من سلامة المحرقة وعدم تعريض السلامة العامة والصحة العامة والبيئة العامة بأي مخاطر تذكر قد تؤثر على البشر والحجر”.

رابط الفيديو.

بالفيديو فضيحة بيئية صحية بعد تحول معمل كرتون لمحرقة للنفايات…

https://fb.watch/erO4DxEkLw/

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى