كتب أسامة القادري في نداء الوطن
سريعة الانتشار هي عدوى الترشيحات عند ضفة المستقلين، وتتزايد يوماً بعد يوم في الوسط البقاعي، فيما ضفة المحازبين ينتظر فيها الطامحون الضوء الأخضر من قياداتهم لأن ينطلقوا للعمل في استقطاب الشارع، وفي كلا الضفتين تتسلط الأنظار على “الناخب السني” لما يملك من حيثية عددية تصل الى 54 ألف صوت، لمقعد واحد ليشكل له هذا الرقم منافسة القوى السياسية حزبية كانت أم زعامات تقليدية، لجذبه بشتى الطرق والآليات، منها بشراء الأصوات والمال الانتخابي ومنها بالنفوذ والتجييش المذهبي، فمن حيث الحضور الكمي لتيار المستقبل أكبر قوة تجييرية في المنطقة رغم ما أصاب قاعدته الحزبية والجماهيرية من استنزاف وتصدعات وترهل، يبقى حالياً هو الأقدر في هذه الدائرة بدون منازع لغياب احزاب سياسية محسوبة على الشارع السني، وزعامات تقليدية وازنة.
لهذا السبب تشخص الأنظار على ما يمكن أن تفرزه هذه “الطائفة” من أسماء مرشحين قادر كل منهم على رفد اللائحة التي ينضم اليها بالأصوات بهدف رفع الحاصل أكثر منه للمنافسة والفوز بالمقعد.
بإعتبار ان المقعد السني في الأوسط الذي يشغله حالياً النائب عاصم عراجي، ليس سهلاً منافسة “الأزرق” عليه، انما تعرض في الدورة السابقة للإهتزاز بعدد الاصوات التي نالها، ولفشل قيادة التيار آنذاك في توزيع فائض أصواتها، هذا ما رفع منسوب الاعتراض الشعبي، وتراجع دور التيار سياسياً وتنظيمياً وخدماتياًأسوة بباقي الاحزاب والتيارات.
من هنا تجهد فاعليات ومتابعون في الشأن الانتخابي يدورون في فلك “المستقبل” أو بالأحرى السنية التقليدية في البحث عن اسم له موقعه بهدف ترشيحه بديلاً عن النائب عراجي، لإمتصاص النقمة الشعبية، ويكون قادراً على وقف حملات التشويش، والتي تبرر كرد على التمسك بالنائب عراجي ابن بلدة برالياس، فتحرم باقي القرى والبلدات البقاعية من إرضائها بايصال أحد ابنائها، لذا اتسعت مروحة طرح أسماء وسحب أخرى، للحؤول دون مواجهة مع أي منها.
وبرز طرح فاعليات بقاعية محورية على أن يكون الخطاب السياسي لجميع المرشحين عن المقعد السني متوازناً ومتوافقاً مع التوجه السني العام، وحينها أي مرشح سني يفوز يكون في فلك المستقبل، وذلك من أجل أن يتسنى للتيار خوض معركته ضد مرشحي “حزب الله” عن المقعد الشيعي والوطني الحر عن المقعد الماروني.
وتقول هذه الأوساط أن التركيز على حيثية كل مرشح، العائلية والضيعوية وامكانية التجيير هي الشغل الشاغل في وقت ما زال تيار المستقبل متمسكاً بالنائب عراجي الى حين عودة الرئيس سعد الحريري للبت بموضوع الترشيحات والأسماء.
وموازاة مع هذا الواقع الضبابي برزت أسماء عديدة لكل منها حيثية، المرشح محمد شفيق حمود رجل أعمال يرتكز الى قوة بلدته مجدل عنجر وارتفاع نسبة التصويت فيها في الدورات السابقة. وقربه من التيار وله علاقات في الوسطين الاقتصادي والقضائي.
ايضاً المرشح عماد رفعت قزعون رئيس حركة شباب البقاع، وابن بلدة قب الياس ثاني مدينة بعد عاصمة البقاع زحلة من حيث عدد السكان، ينطلق بالتعريف عن نفسه أنه ناشط “تغييري”، مرتكزاً الى حركته لكونها تعتبر الحالة التنظيمية في القرى السنية الوحيدة بعد “المستقبل” في الأوسط، ليستند الى أعضائها في الترويج والتجيير. ومن الذين سلفوا تيار المستقبل انسحاب شقيقه نجاح في دورة 2005.
المرشح بلال الحشيمي حزبي ملتزم في تيار المستقبل، دكتور جامعي، وصاحب مؤسسة تعليمية، يَعتبر ترشيحه أمراً طبيعياً وواجباً، لأن التيار يحتاج الى أشخاص محازبين لا الى متمولين. يستند الى مروحته وعلاقاته الواسعة وقبوله في جميع قرى البقاع الاوسط. وتأييد الوسط التعليمي في كافة مراحله.
المرشح محمد علي ميتا مهندس، مرشح سابقاً كحليف لحزب “القوات”، يراهن على تبدل المزاج الشعبي عند جميع الاطراف، يستند الى علاقته مع معراب على اثر تحالفه سابقاً.
فيما المرشح سليمان معدراني وهو طبيب محازب للمستقبل، يستند الى خدماته الانسانية وينتظر قرار التيار في تسمية من يرتئيه مناسباً.
وفي هذا السياق تقول مصادر مستقبلية لـ”نداء الوطن” أن “الرئيس سعد الحريري اخذ قراره بعدم الإعتزال السياسي، وانه عائد الى لبنان لخوض الانتخابات شخصياً”، وتابعت المصادر نفسها: “بدأت المنسقيتان في البقاعين الغربي والأوسط التواصل مع جميع المحازبين وتجهيز الماكينة الانتخابية لخوض الاستحقاق وفقاً لتوجهات الرئيس الحريري، لا تحالفات مع قوى سياسية وأحزاب سوى الاشتراكي في الغربي، أما في الأوسط فموضوع عدم التحالف مع أحزاب وقوى سياسية محسوم، وبخصوص غربلة الأسماء للوصول الى تسمية مرشح التيار بدأت عملية تقييم تقوم بها المنسقيات ودراسة وضع كل مرشح لتقديمه الى القيادة المركزية والذي سيتقرر على ضوء هذه النتائج”. وعن حركة “سوا للبنان” المدعومة من رجل الأعمال بهاء الحريري شقيق الرئيس سعد ومدى تأثيرها على الشارع السني وتحديداً المستقبلي، قالت المصادر نفسها، “نتمنى أن تكون حركة سوا تكملة لتيار المستقبل ولنهج الشهيد رفيق الحريري، وأن يتعلموا من أخطاء التيار، لا أن تساهم الحركة في تفسيخ التيار كما يعمل الآخرون، لأن الشارع السني يكفيه ما يعانيه من تشرذم”.