هل “فاغنر” سلمت حز.ب الله صواريخ بانتسير الثقيلة .. وماذ لو دخلت المعركة..؟!
اسامة القادري – مناشير
في خضم حرب الإبادة التي تشن على غزة وسقوط اكثر من 25 الف طن من المتفجرات على مساحة لا تزيد عن 360 كلم مخلفة اكثر من 10 الاف شهيد عدا عن الدمار الهائل… تم التداول بخبر نقلته وكالة cnn الامريكية ان مجموعة “فاغنر” الروسية في سورية سلمت حزب الله منظومة صواريخ جديدة أرض جو sa 22 pantesiar، قادرة هذه الصواريخ ان تغير المعادلة بين جيش كلاسيكي كما الجيش الاسرائيلي الذي يعتمد بحروبه على الترسانات العسكرية الضخمة وقدرتها على التدمير الواسعة والقتل، وبين مجموعات حزبية فدائية تعتمد في قتالها على الاسلحة الخفيفة والمتوسطة وعمليات الكامئن فرضت على اسرائيل “توازن الرعب”، هذا ما يطرح اسئلة.
– ما الذي يدفع بروسيا لأن تكسر القاعدة والاتفاقيات مع الكيان الاسرائيلي في عدم تسليح اي حزب او حركة مقاومة اسلحة ثقيلة مضادة ؟
والسؤال الأهم ماذا لو ٱن هذه المنظومة قد تستخدم لفتح جبهة جديدة في الجنوب اللبناني والجنوب السوري ام انها فقط للاستخدام في الشمال السوري ضد المعارضة السورية، خاصة ان منطقة الشرق الاوسط وتحديداً حوض البحر المتوسط تقع تحت “عين” الاستخبارات المركزية الأمريكية (cia) التي تراقب عن كثب وبشكل دقيق هذا النظام الجوي خصوصاً حركة التسلح وخطوط امداد السلاح.
وبالتالي هل يكون هذا التسلح رسالة روسية لإسرائيل التي منذ فترة طويلة بدأت تضرب اهداف في سوريا من دون تنسيق مسبق مع الجانب الروسي ؟ وما امكانية أن تسلم هذه الصواريخ من سورية لحزب الله وخاصة أنها قبل وقت كانت اسرائيل وجهت تهديداً إلى سورية وإلى لبنان دعت الجميع عدم الإنخراط بهذه الحرب لأنها ستدفع الثمن غالياً من خلال الرد الإسرائيلي.
وعن مدى تأثير النظام السوري على القرار الروسي في تسليم هذه المنظومة الصاروخية التي يمكن أن يمتلكها حزب الله، ووما اذا هذا القرار له علاقتها بالمسيرات الايرانية التي دخلت الحرب الروسية الاوكرانية ؟
د. خالد العزي
وامام هذه المعلومات ورداً على الاسئلة والهواجس لدى الكثيرين يعلق الباحث في الشٱن الروسي ومنطقة الشرق الاوسط الدكتور خالد العزي، في حديث له لـ”مناشير” قائلاً، ” ان الخبر نقلته وكالة cnn يقول أن مجموعة فاغنر في سورية سلمت صواريخ روسية ” لحزب الله، وهذا ليس اكيداً،
أولاً لأن مجموعة “فاغنر” لم يعد لها وجود نهائياً لا في سورية ولا في ليبيا وحتى في روسيا بعد قتل رئيسها بريغوجن والإنقلاب الذي حدث، تم انضواء هذه المجموعات تحت قيادة أركان الجيش الروسي، وبالتالي لا يمكن لهذه المجموعات أن تتفرد بنقل السلاح أو توزيعه وتسليمه، لان ذلك حُسِم نهائياً في روسيا، وأصبح القرار بيد وزارة الدفاع منذ الإنقلاب الذي سطره بريغوجن وفريقه وأدى بالنهاية إلى ضرب هذه المجموعة. وتابع، “ان نائب وزير الدفاع الروسي يونس بيك يفكيروف قام في 27/آب/2023 بجولة على سورية وليبيا، تكلم حينها مع النظام السوري وقال له ان الادارة الروسية رفعت الغطاء عن مجموعات “فاغنر” وأن كل عضو فيها لا يلتزم بقرارات قاعدة حميميم نعطيكم الأمر بإلقاء القبض عليه وتصفيته، وبالتالي هذه المجموعة الموجودة في سورية تم إلحاقها بالجيش الروسي تحت أوامر وسلطة قاعدة حميميم، إذاً جولته على سورية وليبيا ومن هنا تؤكد وزارة الدفاع “انفلاشية” فاغنر تم حصرها في مجموعات وألوية تابعة للجيش الروسي منتشرة حالياً على جبهة اوكرانيا أو في مكان تواجد المصالح الروسية موجودة تحت قرار وزارة الدفاع.
ورداً على سؤال هل يملك النظام السوري هذه المجموعة ليتفرد بتسليمها؟ قال القيادة الروسية تخفي أن تكون سلمت هذه المنظومة إلى إيران مباشرة عن طريق البحر”بحر قزوين”، الذي يعتبر هو صلة الوصل والنقل مابين روسيا وما بين ايران، وهذه المنظومة تُسلَّم إلى ايران كبدائل عن ثمن سلاح يقدم من ايران لموسكو في طليعتها هي القذائف والصواريخ والطائرات المسيرات الشاهد أو (شهيد ) إذاً روسيا تُخفي هذا القول وهي تحاول إلصاق هذه التهمة بالنظام السوري. وتابع ليس الموضوع ان روسيا تخاف من بيعه، انما لأن هناك حظر على السلاح وتسليمه وبيعه ضمن العقوبات المفروضة على روسيا وبالتالي روسيا تخرق هذه العقوبات تحت حجة وجود عناصر وميليشيات روسية غير منضبطة وهي تملك هذا السلاح، إذاً هذا كلام عارٍ عن الصحة وروسيا إذا كانت سلَّمت هذا السلاح هي سلمته محلياً لكن عن طرق بديلة للنظام السوري أو من قاعدة حميميم مباشرةً، وتم تسليمه لأن هناك اتفاق مابين روسيا وإسرائيل عندما دخلت روسيا إلى سورية وتم إنشاء غرفة حميميم ولها ثلاثة وظائف إبعاد المقاومة عن الجنوب السوري وهذا لم تلتزم به روسيا، ثانياً هي عدم تسليح الجيش السوري بأسلحة ثقيلة قد تصل إلى الميلشيات الإيرانية ( حزب الله والحشد الشعبي وميليشيات سورية ) تُستَخدم ضد إسرائيل.
ثالثاً هناك نقطة ارتباط مابين قيادة الأركان الإسرائيلية وقيادة الأركان الروسية ممثلة بشخص نائب قائد الأركان الروسي ونائب قائد الأركان الإسرائيلي من خلال التبادل للمعلومات المباشرة ، وطبعاً يدل القصف الذي تقوم به إسرائيل بأنها تخبر قاعدة حميميم قبل تنفيذ العملية بخمس دقائق لأن إسرائيل كانت تخبرها قبل نصف ساعة، واسرائيل تتهم روسيا بعدم الالتزام انها ترسل هذه الإشارات إلى المعنيين السوررين وحزب الله وايران فيتم إفراغ القواعد وبالتالي روسيا لم تلتزم بالقرار وإسرائيل بدأت تتخلف بإعطاء معلومات كي لا تستطيع روسيا إرسالها مباشرةً.