معركة القرعون تتجاوز الإنماء وسباق حزبي لوراثة “المستقبل”
خاص مناشير
يحتدم يوماً بعد يوم الحراك الانتخابي البلدي في بلدة القرعون في البقاع الغربي للتنافس على مجلس بلدي مؤلف من 18 عضو، لترسي مروحة الترشيحات على لائحتين حتى الآن بعد محاولات حثيثة للوصول الى لائحة توافقية، لائحة يرأسها طلال جبارة مدعومة من رئيس البلدية الحالي يحيى ضاهر، واللائحة الثانية برئاسة خالد البيراني يدعمها المتمول قاسم عميص والمقرب من النائب وائل أبو فاعور.
فغياب تيار المستقبل عن الساحة البلدية في القرعون يترك فراغًا واضحًا في واحدة من أهم البلدات ذات الغالبية السنية في البقاع الغربي. ويفتح شهية بقية الأحزاب “اتحاد الذي يرأسه النائب حسن مراد، وحزب التقدمي الاشتراكي، والجماعة الاسلامية”، لأن تغرف من “صحن” المستقبل في لحظة “الانكفاء”، والتراخي التنظيمي ليشكل ذلك تراجعاً في الزخم الشعبي ” للأزرق”، وهذا ما يجعل من الانتخابات البلدية ساحة مفتوحة على مصراعيها أمام قوى سياسية تسعى لوراثة هذا الدور.
ما يضع رئاسة اتحاد البحيرة أمام مصير مجهول خارج بلدة القرعون وانتقالها الى قرى غرب او جنوب البحيرة ما لم يتم احتواء المعركة بتوجه انمائي واتفاق القوى السياسية على ابقائها في القرعون لحيثيتها وموقعها.
وتشير أوساط “قرعونية” عن حالة استياء لدى الفعاليات لجر البلدة الى لعبة سياسية هي بغنى عنها، بهدف الاستثمار فيها من حالة الفراغ التي يتركها “المستقبل” بعدم تدخله بالانتخابات البلدية، ويتمنى الاهالي من ان يكون تدخل المتمولين بدلاً من رشى الناخبين، ان تدفع الى الصندوق البلدي الخاوي من المال لحاجة البلدة الى الانماء.
انما تذهب الصورة حالياً لتثبيت بعض الأحزاب موطئ قدم لها في مناطق كانت تاريخيًا تدين بالولاء لبيت الحريري، ما يجعل هذه المعركة تجربة اختبارية “ماذا بعد المستقبل” لمشروع أوسع قد يتكرر في قرى وبلدات البقاع
فلم يعد الهدف فقط الفوز بمقعد بلدي بحسب أحد فعاليات البلدة الاجتماعية، انما تذهب الصورة حالياً لتثبيت بعض الأحزاب موطئ قدم لها في مناطق كانت تاريخيًا تدين بالولاء لبيت الحريري، ما يجعل هذه المعركة تجربة اختبارية “ماذا بعد المستقبل” لمشروع أوسع قد يتكرر في قرى وبلدات البقاع.

لذا المعركة الانتخابية في القرعون هذه المرة لا تدور فقط حول مشاريع إنمائية أو خدمات بلدية انما بمثابة اختبار مبكر لما بعد “المستقبل”، وفرصة لقوى سياسية جديدة لإعادة رسم التوازنات في البقاع الغربي. نجاح أي من اللائحتين سيعطي مؤشرات مهمة حول اتجاهات الشارع السني ودرجة تقبله لقيادات بديلة.
