خبر عاجلفن

تميم متلج.. يحلّق بفنه نحو دبي!

إعــــــلان
إحجز إعلانك الآن 70135365

تميم متلج.. يحلّق بفنه نحو دبي!

مناشير

نور أبو الحسن وآل شمّاع، سيدتان لبنانيتان، عاشقتان للفنّ التشكيلي. يملكان في إمارة دبي، معرضاً فنياً اسمه «بيلفيدير» الذي يمتد على مساحة ٤٠٠ متر مربع. مكان كبير يتسع لفنانين عالميين وعرب ولبنانيين. أول فنان لبناني سيدخل بيلفيدير قريباً هو الفنان تميم متلج، ذو الخمسة عشرين ربيعاً.

تحدثتُ إلى السيدتين الناجحتين نور وآل عبر تطبيق سكايب، من بيروت إلى دبي، لأعرف القليل عن تجربتهما المميزة. ولأتابع كيفية انضمام، الفنان الذي أهتم لأجله، تميم متلج. ذلك أنني كتبتُ قصته في كتابي «المدمن».

آل.. نور والفنّ:

تقول نور وآل إن تجربتنا بمعرفة الفنّ بدأت عبر شغفنا بهندسة التصميم الداخلي. وفي أي مشروع، كان التصميم والفنّ يسيران يداً بيد.
بالنسبة لنور حين كانت تساعد الزبون الذي يأتي إليها ليصمم بيته، تقترح عليه إضافة اللوحات إلى منزله. «كنت أشتغل على التصميم، لكنّ لطالما الفن كان أكثر شغفاً لي». كانت نور تعيش يومها في نيجيريا. وبعد حوالى سبع سنوات من العمل كمهندسة، إتخذت قراراً بأن تتعلّم أكثر عن الفنّ لتكون على دراية به من خلال عملها. تسجلت كل من آل ونور في دورات تتعلق بالفنّ في مؤسسة «سوذبيز» الرائدة في مجال الفنّ. تعلمتا عدة مواد عن الفنّ والاستثمار فيه وكيفية إنشاء صالة عرض فنية.
من جهتها، كانت آل تعيش في لبنان. إتفقت الصديقتان على افتتاح صالة فنية تعبّر من خلالها عن شغفهما المشترك بالفنّ. في العام ٢٠١٨ إفتتحا «بيلفيدير آرت سبايس» في منطقة المرفأ وسط بيروت. كانا يتعاملان بشكل خاص مع فنانين عالميين. بعد الأزمة الاقتصادية التي حصلت في لبنان في العام ٢٠١٩، واجهتهما صعوبة كبرى في التعامل المالي مع الفنانين من حيث تحويل الأموال إلى الخارج لهؤلاء. ثم أتت «الثورة» ثم تفجير آب الرهيب فازداد الأمر صعوبة. تدمّر الغاليري في المرفأ وخسرا الكثير من اللوحات الفنية التي تمزقت خلال الانفجار الكبير. قبل ذلك، كان هدف السيدتين أبو الحسن والشمّاع أن تمثل صالتهما، الفنانين العالميين في كل منطقة الشرق الأوسط، لا لبنان فحسب. فكانا كلما وقّعا مع فنان عالمي، يؤكدان له على هذا الأمر. ويشرحان أن فنّه سيتم بيعه إلى كل المهتمين في المنطقة العربية. وكانتا يريدان أن يفتتحا أكثر من صالة فنية بعد بيروت.
الصالة الثانية كُتب لها أن تكون في دبي. ذهبت كل من آل ونور إلى إمارة دبي مع عائلتيهما. في العام ٢٠٢١، إتخذتا قراراً بأن يفتتحا الصالة الفنية الثانية لهما، في الإمارة التي يفضلانها ويفضلها أيضاً الفنانون العالميون. في الوقت نفسه بقي مكتب بيروت مفتوحاً يديره موظفون تابعون لـ«بيلفيدير» وبإشراف طبعاً من السيدتين الشمّاع وأبو الحسن.
تتعامل أبو الحسن والشمّاع مع أكثر من ثلاثين فناناً عالمياً. ويتواصل معهما أكثر من ثلاثمئة مقتني لوحات من الإمارات والسعودية والخليج والعالم. هؤلاء دائماً يتصلون ويسألون عن لوحات جديدة وأفكار جديدة وفنانين جدد إنضموا إلى «بيلفيدير». ويمكن وصف هؤلاء بأنهم مقتنو لوحات «حقيقيون» لأنهم لا يشترون فقط لتزيين جدران بيوتهم وإنما للاستثمار في الفنّ. ماذا عن الفنّ الذي يعرض في «بيلفيدير»؟
لطالما عرضت نور وآل لوحات لفنانين عالميين خصوصاً الذين يرسمون فنّاً ملوناً فرحاً، ذا الموضوعات السعيدة التي تحمل الأمل للمشاهدين. لذلك كان معظم الفنانين العارضين في بيلفيدير من الولايات المتحدة وأوروبا وأفريقيا. أما مؤخراً فقد أرادتا أن يضيفا فناً لبنانياً إلى صالتهما ومتابعيهما. يريدان الآن أن يطلعا العالم على الفنّ اللبناني من خلال وجودهم في مدينة عربية عالمية مثل دبي. كما يريدان أن يضيفا لاحقاً عدداً من الفنانين العرب كذلك.

تميم.. في دبي:

تعرفت آل ونور على تميم متلج عبر فنّه. وصلت أخبار فنّه إليهما عبر مجموعة فنية على تطبيق «واتس أب». أرسلت نور صورة لوحة لتميم إلى صديقتها وشريكتها آل، ليتفقا على معرفة تميم عن قرب، وأين يعرض عمله المميز. قررت الصديقتان أن ينضم تميم إلى مجموعة الفنانين العالميين الذين يتعاملان معهم. تواصلا مع عزت، وهو صديق يعمل معهما، على أن «يبحث عن تميم»!

أعجبت نور وآل بالتقنيات التي يستخدمها تميم، كما أعجبهما موضوع الإدمان الذي يرسمه بكافة أنواعه. يعتبران أن تميم وصل إلى تحديد هويته الفنية في سنّ صغيرة في حين يحتاج آخرون إلى سنوات طويلة كي يحددوا هوياتهم الفنية. كما يريان أن موضوع البوب-سوريالية ليس موجوداً في لبنان بهذه الطريقة المميزة. ترى نور أن «ليس في الشرق الأوسط من يرسم بهذه الطريقة مثل تميم». أما آل فتؤكد أن «تميم هو أكثر من ظهر على مشهد البوب سوريالية في لبنان والشرق الأوسط وأن لا أحد يأخذ مكانه في هذا الموضوع». هذا النوع من الفنّ القويّ والمميز ليس موجوداً في الشرق الأوسط. تميم، بنظرهما، يرقى إلى مستوى العالمية. وهما يؤكدان أنهما ما كانا ليطلبا تميم للانضمام إلى مجموعتهما الفنية لو لم يكن «عالمياً» بشكل حتمي! لذلك ستعرض لوحات تميم جنباً إلى جنب مع لوحات لفنانين عالميين، ليشاهدها المقتنون العالميون، ناهيك عن العرب واللبنانيين المقيمين هناك.
كما تخطط السيدتان نور وآل أن يشركا فنّ تميم في معارض دولية جماعية وأن ينظما معرضاً فردياً له.
لوحات تميم تطير قريباً نحو إمارة دبي. وتميم سيحلّق قريباً في «بيلفيدير» والإمارات. في هذا الوقت، تعكف كلٌ من نور وآل، على قراءة كتاب «المدمن» لمنير الحافي، الذي كتب قصة نجاح.. تميم متلج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى