خبر عاجلفسحة ثقافة

بين المصافحة والإمتناع عنها ….وسلام المسيح معكم !

إعــــــلان
إحجز إعلانك الآن 70135365

بين المصافحة والإمتناع عنها ….وسلام المسيح معكم !


نقولا أبو فيصل – مناشير

من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب “جزء 6

يقول صديقي الدبلوماسي الارمني أن الفرق كبيرٌ جداً بين المرأة والدبلوماسي , فالمرأة إذا قالت لا قصدت نعم ، واذا قالت ممكن قصدت لا ، واذا قالت نعم لا تكون امرأة ! أما الدبلوماسي اذا قال نعم قصد ممكن ، واذا قال ممكن قصد لا ، واذا قال لا فهو ليس دبلوماسياً ، والعبرة مما تقدم انه علينا في بعض الاحيان أن نتعلم فلسفة جديدة وطريقاً جديداً في الحياة دون أن ندفع الثمن فكثرة التراكمات اليومية تجعل الشخص يقسو رغم ليـن قلبه ويكـابر رغم شـدة حبه ، وقد تبـدأ المشكلة حين تُصـافح إنسانـاً كانَ عليـك أن تصفعه , وبدل الصفعة الواحدة عليك أن تصفعه عشرة . والعين بالعين والسن بالسن والبادي اظلم !لكن متى ينتهي الشر ؟ يقول الروائي الروسي دوستوفيسكي : “تبدأ المشكلة حين تُصافح إنساناً كان عليك أن تصفعه” وهنا تظهر قوة الانسان بضبط الذات والقدرة على فعل ذلك وعيش حياة المسيح الذي قال”أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم” ( متى 5: 44 )

في القديم كانت المصافحة باليد تسمى “سلاماً” وكان الرجال يضعون السيوف والخناجر على جنبهم . واذا التقى رجلٌ منهم برجلٍ آخر ، إما أن يمد يده شاهراً بوجهه السيف ، فيفهم من هذه الإشارة أنه “يريد الحرب او الخصام، فيبادر الطرف الآخر إلى امتشاق سيفه أيضاً للمنازلة ، وإما أن يمد يده بدون السلاح ، فيفهم منها “أنه يريد السلام لا الحرب ” ، فيبادر الطرف الآخر إلى مد يده تاركاً السيف جانباً. ولذلك تسمى التحية بالمصافحة اليدوية “سلاماً”. وقد إتبع المسيحيون الأوائل هذه الطريقة في إلقاء التحية عملاً بقول الرب يسوع : “طوبى للساعين إلى السلام فإنهم أبناء الله يدعون” (متى 5/9) وأضافوا إليها “القبلة المقدسة” عملاً برسالة بولس الرسول الى اهل روميه “سلموا على بعضكم بقبلة مقدسة” (16:16) ثم اعتادوا على “القبلات الثلاث” للتأكيد على عقيدة “الثالوث المقدس “.

في زمن الصوم المبارك تحتفل الكنائس المسيحية بيوم”خميس العهد”وهو اليوم السادس ضمن أسبوع الآلام، الذي بدأ يوم سبت اليعازر، ثم أحد الشعانين ، وصولا إلى خميس العهد” أو خميس الأسرار، يتبعه “الجمعة العظيمة”، ثم “سبت النور”، وأخيراً “أحد القيامة”،والخميس هو ذكرى العشاء الأخير ليسوع مع تلاميذه ، وهو اليوم الذي غسل فيه يسوع أقدامهم ووعظ فيهم بأن يحبوا بعضهم كما أحبهم هو، وترك لهم وصيته ، ويقوم الكهنة في هذا اليوم بغسل أقدام المصلين ومسحها بالزيت ، وفي هذا الخميس تم القبض على المسيح ليلاً، بعد خيانة يهوذا له وتسليمه لليهود ومحاكمته بتهمة التجديف، وقد إعتاد المسيحيون في هذا اليوم الامتناع عن المصافحة باليد أو بالقبلات لأن يهوذا الخائن سلّم معلمه بالمصافحة والقبلة الغاشة، إذ قال لجماعة اليهود”الذي أقبله هو هو فأمسكوه”، وعندما حدث ذلك قال له المسيح: “أبقبلة تُسلّم ابن الإنسان”؟ ولكم أقول يا فرحي …قام المسيح !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى