“القوات” في الغربي تخسر المعركة سلفاً.. تكتيكاً واستراتيجية
أسامة القادري – مناشير
دعست القوات دعسة ناقصة في دائرة البقاع الغربي وراشيا، وأطاحت بكل محاولات الدكتور سمير جعجع وقياديي القوات الشحن والتجييش السياسي على قاعدة ان معركتهم بوجه مشروع حزب الله “معركة مصيرية” واذ بهم يحولونها معركة تحديد وزن القوات، لتدخل من الباب الضيق بإدائها “الكيدي”، وتدفع الأمور الى مزيد من التأزم والتعقيد بين حزبي القوات اللبنانية والتقدمي الاشتراكي.
بعدما أصرّ قياديي القوات على تشكيل لائحة “عرجاء” بمن حضر حتى أمسّت ضرباً في المسار السياسي التحالفي، وزعزعت ثوابت العلاقة مع حليف القوات “الاشتراكي” بإعتبار أن حزب الله والنظام السوري يريدان “رأس أبو فاعور” انتخابياً، والفوز بأربعة حواصل والعمل للفوز الى خمسة حواصل بشتى الوسائل.
يساعد حلفاء حزب الله والنظام السوري الوصول الى مبتغاهم، نتائج تفكك قوى المعارضة بتعدد لوائحها غير المكتملة، وبالتالي ينخفض الحاصل الثاني بعد تشتت الصوت السني خاصة المحسوب على” تيار المستقبل” كأكبر قوة تجييرية ضد حزب الله وتوابعه، ليكون الرابح من معادلة القوات لائحة مراد وتحالفه مع التيار الوطني الحر. وبالتالي تكون القوات قدمت نفسها مجاناً كرافعة للخصم “الاستراتيجي”.
خاصة أن لائحة “البقاع الغربي أولاً” غير المكتملة المدعومة من القوات، المؤلفة كل من (خالد العسكر عن المقعد السني.. من العشائر العربية، جورج عبود عن المقعد الارثوذكسي، وداني خاطر عن المقعد الماروني حزب القوات، وغنوة اسعد عن المقعد الشيعي) ، لن يكتب لها ان تحصل على أكثر من ثلاثة ألاف صوت في حده الاقصى. ليتضح وصول النقمة مداها بعد رفض جميع المرشحين السنة الانضواء بلائحة القوات، ما ادى الى ارتفاع منسوب النقمة الشعبية السنية في الغربي على القوات بسبب تعاطيها بإسلوب ابتزازي مع الكتلة السنية الناخبة والتي يتجاوز عددها ال 70 الف صوت بإستخفاف، من خلال لعبها على وتر توزيع الصوت السني كي يفقد قدرته التأثيرية في ادارة المعركة الانتخابية، فنتج عنها انقسام عشائري على خلفية تحالفها مع خالد العسكر، بعد انسحاب منسق تيار المستقبل ساذقاً محمد قدورة من اللائحة.
هذا الاداء القواتي وضعها امام خسارتها لأصوات الحزب التقدمي الاشتراكي في البقاع الأوسط، والتي هي بأمس الحاجة اليه في هذه الظروف الإنتخابية الدقيقة، تقدر قدرته ب٩٠٠ صوت، من المرجح ان يذهبوا الى الدكتور عمر حلبلب . وكذلك هو الحال في المتن الشمالي لدى الاشتراكي اكثر من ١٢٠٠ صوت.
وتقول مصادر اشتراكية ان الثوابت الاستراتيجية هي اساس العمل السياسي، ولا يمكن الخلط بين الاستراتيجي وبين التكتيك، وقالت المصادر “للاسف القوات في الغربي استغنوا عن الاستراتيجية من أجل التكتيك، فاذ بهم يخسرون الاثنان معاً، فلا ال ١٥٠٠ صوت، قادرون ان يحصلوا نائب، ولا حتى أحد أعضاء لائحتهم المدفوع من قبل جماعة النظام السوري لتشكيل هذه اللائحة، مسموح له ان يضحي بأكثر من ٥٠٠ صوت”، هكذا القوات تخرج من مولد الانتخابات في الغربي بلا محصول. لا تحديد وزن، ولا حلفاء جدد ولا موقف سياسي يتناسب رؤويتها.